حياكة الدفء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنزة أمي
قبل رحيل الصيف، تجمع كرات الصوف التي فكّكتها من الملابس العتيقة، لتغزل كنزة جديدة.. كانت أمي تواكب الموضة بالفطرة، وتستقبل مواسم البرد باكراً، تعرف أنني أحب الألوان القاتمة المناسبة للشتاء، خلافاً لأخي الذي يفضّل الألوان الزاهية، ويتشاءم من الغيوم والمطر.. كانت بهجة إنجاز الكنزة عظيمة، ولا توازيها متعة إلا حين أرتديها في صباح يوم بارد مع شال حول العنق، بينما الهواء يتلاعب بالشعر كالقصيدة.


سيرة
كان الفتى يأنسُ بالنومِ في فيءِ زيتونِ البراري، أو تحت دوالٍ عرّشت فوقَ سطوحِ المنازل.. ويخوض الحروب بأسلحة مائية في الحواري.
كان يستلقي على صخرةٍ، ويحلمُ بالقمر، وأجملُ حبٍّ له بين حقولِ القمحِ والذرة.
دخلَ الكهوفَ التي حفرتها الثعالبُ والذئابُ.. أحبَّ العصافيرَ، ولم يطلقْ عليها النار.
عثرَ على نثارِ الذهبِ في تراب النهر.. سرقَ كثيراً ولم يخفِ الأثر،
وأضاعَ مراراً الطريقَ والصُوَر!


جدل
إذا أردنا أن نردمَ مجرى النهرِ لنزرعَ بستاناً، علينا أن ننشّفَ النبعَ من المياه!


عكس السير
أنا الشغوفُ بتفاصيلِ الأشياء، أرثي لأحوال الغارقين في القضايا الكبرى.


كتابة
الكلماتُ ينتابها النُّعاسُ أيضاً، لكنها تبوحُ بالأجمل، قبل أن تخلدَ إلى النومِ..حدث كثيراً أن أرغمتني على السّهرِ، حتى طلوعِ الفجر، لأقولَ لها: إلى اللقاء في ليلٍ آخر.


قراءة
أستمتع برواية لم تنشر بعد.. شعورٌ رائعٌ أن تأتي الكلمات إليك قبل المطبعة والآخرين!

 

Email