ندم الأجداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

على نطاق واسع يتداول محبو الحكمة وأصدقاء الزمن عبر (الواتساب) كتاباً عنوانه «أكثر خمسة أشياء ندموا عليه» لمؤلفته الممرضة الاسترالية بروني وير التي قدمت خدماتها للعديد من كبار السن قبل وفاتهم، وسجلت خلاصات رغباتهم لو عاد شبابهم، وكانوا نادمين على ما فعلوه أو ما لم يفعلوه في حياتهم.

لاحظت بروني وجود خمس رغبات مشتركة لدى معظم كبار السن لخصتها كالتالي:

* تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعيش لنفسي، ولا أعيش الحياة التي يتوقعها أو يريدها مني الآخرون، فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير (كرؤسائهم في العمل) أو الظهور بمظهر يُرضي المجتمع.

* تمنيت لو أنني خصصت وقتاً أطول لعائلتي وأصدقائي بدلاً من إضاعة العمر كله في روتين العمل المجهد.

* تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعري بصراحة ووضوح، فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب مثل تجنّب مصادمة الآخرين، أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون.

* تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائي القدامى أو تجديد صداقتي معهم لأسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة.

* تمنيت لو أنني أدركت مبكراً المعنى الحقيقي للسعادة، فمعظمنا لا يدرك إلا متأخراً أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة، إن السعادة كانت اختياراً يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط.

هؤلاء الأجداد خَبِروا الحياة فقالوا حكمتهم التي ذهبت للزمن، لكن من موقعي وزمني وقفت عند آخر أمنية لهم (معنى السعادة) التي يراها الإنسان حوله لكنه لا يلتفت إليها، وكأنها حكمة المرضى (الصحة تاج على رؤوس الناس لا يراه سوى المرضى) السعادة لا ترتبط سوى بنا، يمكننا نيلها دون جهد ودون تكلفة، فقط لو نظرنا للنصف الممتلئ من الكأس ولم ننظر للنصف الفارغ، لكنّا سعداء أكثر.

Email