موخيكا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لولا بطولات كأس العالم لما سمع العالم كثيراً بدولة "الأوروغواي" الزراعية الصغيرة في أميركا اللاتينية، وتكاد أن تكون مجهولة الجغرافيا، حيث لا مشاهير يعطونها الأهمية الإعلامية، ولا أحداث سياسية تضعها في مقدمة نشرات الأخبار، وأبرز حضورها العالمي كان عندما نظمت كأس العالم في العام 1930 وفازت بالبطولة حينها، لكن هناك خوسيه ألبرتو موخيكا (76عاماً)، الذي يقترن اسمه بالوصف التالي: أفقر رئيس دولة في العالم.

ومنذ وصوله إلى هرم الدولة الأرغولية ـ هذا الاشتقاق جاء من عالم الرياضة ـ وأخبار تقشفه لا تغيب عن الصحف، مرة يجلس بين فقراء بلاده منتظراً موعده مع طبيب في مشفى مجاني، وأخرى يقود سيارته الفولكس واغن بيتل القديمة، وثالثة يطارد بعض الدجاج في بيته المتواضع.

لفت موخيكا ـ الثائر اليساري القادم من منظمة توباماروس ـ النظر عندما تبرع بقرابة تسعين في المئة من راتبه الشهري الذي يساوي 12.000 دولار أميركي للجمعيات الخيرية والشركات الناشئة، وعرفه العالم من ثيابه العادية وجسده الممتلئ كأي شخص يمكن للناس مصادفته في محطة الحافلات دونما اكتراث.

الرئيس الفقير سيغادر الرئاسة هذه الأيام مقابل مرشح أكثر شباباً وغنى (لويس لاكال 41 عاماً)، لكن سيبقى في ذاكرة التاريخ مرور رئيس مثل موخيكا في سماء السياسة، ولسوف ينتظر العالم طويلاً قبل أن تبهت ذكراه، الديمقراطية تقود الفقراء نحو موائد الذهب، وتقود المكفوفين نحو الضوء، ولكن هل تراها تقود الأغنياء إلى أكواخ الفقراء، سؤال صعب حقاً.

Email