وَجهٌ آخر للتميّز

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكاد التميز يصبح حكرا على دبي خاصة ودولة الإمارات بشكل عام، وهو كذلك فعلا على المستوى العربي والعالم النامي، لكن الحديث هنا ليس عن التميز في الخدمات أو المشاريع التنموية النموذجية، وإنما عن قطاع ارتبط في أذهان الكثيرين بالقمع والتنكيل، وفي أحسن الأحوال بالتوجس والريبة، في معظم الدول وعلى اختلافها، وهو قطاع الشرطة.

وهنا لا نتحدث عن تميز شرطة دبي المشهود في مجال حفظ الأمن والسلامة، لمجتمع يضم كل الأجناس والثقافات من جميع أنحاء العالم، فذلك معلوم للجميع بإعجاب وتقدير، وإنما نقصد هنا تميزها في التعامل الراقي والحس الإنساني النبيل، والتطبيق المهني لشعار «الشرطة في خدمة الشعب»، بل إن شرطة دبي طورت هذا الشعار ليصبح عمليا «الشرطة لإسعاد الشعب».

ولا شك أن شركات العلاقات العامة وإداراتها المتخصصة، التي يعتبر إرضاء المتعاملين وثقتهم غايتها ووظيفتها الأساسية، إن لم تكن الوحيدة، تحسد شرطة دبي على مكانتها وتقديرها لدى الجمهور.

ورغم ذلك، لا تكاد تشعر بوجود شرطة دبي؛ في الشوارع المزدحمة والأسواق والمراكز التجارية المكتظة بالمتسوقين والزوار، والمتسكعين أيضا، ولكن عند أي طارئ تجد الشرطة أمامك وحولك، لتُطمئنك وتطمئن عليك أولاً..

ثم لتطبيق القانون، باحتراف وانضباط وبكل احترام. ومن يرتكب مخالفة أو جنحة وحتى المتهم بجناية، عندما يأتي إلى شرطة دبي يكون أشبه بمريض يراجع طبيبه للعلاج.

فحسن المعاملة وحفاوة الاستقبال، يجعلان العلاقة بين شرطة دبي وجمهورها كعلاقة الأسرة بأفرادها. ولعل هذه الحميمية هي سر نعمة الأمن والاطمئنان التي يعيشها ويفخر بها سكان دبي، من مختلف الجنسيات والاتجاهات.

 فالكل يعتبر شرطة دبي عائلته الرديفة، فيلتزم بتعليماتها وإرشاداتها ويتعامل معها بتقدير واحترام، لأنها تعامله كذلك.

ولولا أن الواجب يقتضي أن نقول للمحسن أحسنت ليزيد في إحسانه، وللمسيء أسأت ليكف عن إساءته، لما كانت هناك حاجة لتوضيح الواضح والإعلام بالمعلوم والمعروف.

Email