بذور «الشيا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل جاءكم خبر (الشيا)؟ لمن لا يعرف ما هي (الشيا) علينا التمهيد لذلك بالقول: بذور الشيا الجزء الرئيسي من الوجبات الغذائية لشعبي الأزتك والمايا والتي كانت تستخدم في الشعائر الدينية، زرعت في المكسيك قبل ألف وخمسمئة سنة، ووجدت طريقها هذه الأيام إلى معدة الباحثات عن الرشاقة والطامحات إلى تخفيف الوزن.

أينما اتجهت هذه الأيام تجد (الشيا) في طعام ما، مسحوق يرش على الطبق أو ملعقة تختلط مع كورن فليكس الصباح، والبعض يدسها في الشاي في غفلة من السكر، أو يضيفها إلى سندوتش الضحى، والأكثر جرأة من يتناول حفنة منها في غمضة عين ويا دار ما دخلك شر.

على صفحات المجلات وبرامج التلفزيون الصباحية، وأحاديث الجارات وجلسات المساء تدور أحاديث حبوب الشيا التي تغسل الجسم من السموم وتنقي الدم وتعيد نضارة الوجوه الشاحبة، أي باختصار هي حبوب سحرية يزداد الاهتمام بها كل يوم.

غير أني لم ألحظ تحسناً مظهرياً لدى من يتناولها وخاصة من النساء اللواتي يتبادلن وصفاتها ويعددن مناقبها، بل كأن الترهل قد زاد أو لعلي قد أمعنت النظر إلى مناطق ممتلئة لم أكن ألحظها سابقاً، وكم من المخجل أن يدقق المرء في فوائد الشيا دون أن يلفت نظر المرأة فيشعر بالخجل.

يعود هذا الانتشار الكبير لهذه البذور إلى قلة الوعي الصحي، وذلك بعدما أمعنت المرأة في طعام دسم وأعطت وقتها للجلوس أمام الشاشة، وخاصمت المشي، وجلبت شغالة لتنظيف البيت واتصلت بالبقال لجلب الخضار وبصبي الصيدلية لإحضار البنادول، وبعدها اتجهت إلى الشيا علها تصلح ما أفسده الكسل والعيش المنعّم.

ويخشى المرء أن يفصح عن هذه الحقائق أمام النساء لأنه يعرف أنهن سيضعنه في خانة الأعداء، ولكن الحقائق تزيد من وهج الحياة، الحياة التي لا تتكوم خلفنا فنعود إليها مرة أخرى مرة ببذور الشيا أو بجذور الزلوع وما أدراكم بالزلوع.

Email