عن محمد عبد الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

مطلع التسعينيات من القرن الماضي تعرفت إلى المسرحي الإماراتي الراحل محمد عبد الله، عندما دعتني الدائرة الثقافية في الشارقة لإحياء أمسية شعرية مشتركة مع الزميل خالد البدور، حيث تزاملنا فائزين بجائزة يوسف الخال الشعرية.

كما تعرفت إلى الفنان السوري الراحل عبد اللطيف الصمودي، والمسرحي السوداني يوسف عايدابي الذي له بصمته الثقافية التي لا تنسى في الإمارات، وقد كانت الدائرة الثقافية آنذاك في بواكير نشاطها الثقافي، الذي باتت ثماره حولنا الآن تعرفها الأجيال الجديدة جيداً.

لكن رحيل محمد عبدالله أعاد إلى ذاكرتي بعض الشجن الشخصي، فقد كان محمد عائداً من عمان بعد رحلة عمل، التقى خلالها الشاعر العراقي الراحل عبد الوهاب البياتي، الذي أبلغه أن ينقل تحياته لصديقه حسين درويش، وكنتُ قد أجريت حواراً مطولاً مع البياتي منتصف التسعينيات، قال فيه الكثير عن شعراء آخرين، أبرزهم نزار قباني.

مما قاله البياتي عن نزار قباني، أنه شاعر منسي، لم يعد يتذكره أحد، حتى جاء المطرب كاظم الساهر فأحياه عندما غنى بعض قصائده، كان رأياً صادماً لأن نزار واحد من شعراء العالم الذين باعوا كتبهم بالملايين، لكن (أبو علي) البياتي لم يرَ ذلك، أو لعلها غيرة الكار التي دفعته إلى الغمز من قناة نزار قباني.

لكن عندما توفي نزار قباني، استطلعت آراء بعض مجايليه، ومن بينهم البياتي الذي قال رأياً مغايراً معتبراً نزار شاعراً كبيراً ستتذكره الأجيال دائماً.

استرجعت هذه القصة بذاكرتي لأن الراحل محمد عبدالله كان حاضراً فيها، وشاهداً على نزقها، وعندما قلت له إن البياتي له آراء متناقضة في زملائه الشعراء، قال هذا طبع في اللسان وليس في القلب..

رحم الله البياتي ونزار وسميح القاسم ومحمد عبد الله، ذكراهم فاضت في القلب فتداعت تدفقاتها شجية، جيل يرحل وعجلات الزمن تدور.

Email