روح المدينة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا حصر للمرات التي سألني فيها أصدقاء أعزاء عن السر في هذه الجاذبية المحلقة، التــي تستقطب بها دبي أعدادا هائلــة من الزوار من شتى أنحــاء العالم، وتأخذ هذه الظاهــرة أبعاداً مدهشة فــي مناسبــات كالأعيــاد والعطـلات الممتـدة.

وأعترف أنني في كل مرة طـرح علي هذا السؤال لم أستطـع المبادرة برد فوري، مباشر ومختصر، وإنما كان علي دومـاً التوقف للتأمل في السؤال المألوف والمعتاد والمتكرر، قبــل البــدء بمحاولــة الإجابـة.

عبر تكرار هذا الموقف، المؤلف من السؤال الملح ومحاولة الإجابة، اكتشفت ان الرد يمر دوماً، أياً كانت صياغته، بالإشارة إلى روح دبي.

ولكن أليس هذا النوع من الردود إحالة للسؤال إلى نسيج من الغموض والبعد عن الموضوع؟

ليس تماماً، فروح دبي هي حضور كلي، يلمسه كل من شاء له حظه الطيب أن يشد الرحال إلى دبي زائراً، أو مقيمــاً، أو حتى عابــراً فــي توقــف سريــع خلال رحلات من الشرق إلــى الغــرب أو العكس.

روح دبي ارتحال فريد إلى الأصالة وعبق الزمن الجميل، وامتداد إلى المستقبل، وإلى كل ما هو حداثي، ويمكن ان يساهم في تطوير الحياة وجعلها أكثر إنسانية ودفئاً وتواصلاً.

هكذا أفهم روح دبي، وهكذا أحس بها، ولكنني أعرف أيضاً أنها من الثراء والغنى بحيث إن كل إنسان عرف دبي يملك تفسيره الخاص لكل ما هو رائع وجذاب وإنساني فيها.

Email