غزة توحد العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ زمن طويل لم تتفق وسائل الإعلام العربية على رأي واحد، لكن منذ العدوان الإسرائيلي على غزة اتفقت جميعها وتوحدت، وباتت تتداول ذات الصور وتستضيف محللين بذات العقول لكن بوجوه مختلفة، نشرة غزة من المحيط إلى الخليج تنشر وتقرأ وتسمع وتتداول بنفس الاتجاه.

وفي النشرات الجميع يغني على ليلاه، فالبعض مع الاسلام المعتدل، والبعض ضد الاسلام المعتدل، البعض يروج للنظام السوري، وغيرهم يدعمون الحر والنصرة وتكشف أكاذيب داعش، وأخرى تعزز موقف الإخوان والطوائف والمذاهب، والمستقبل والحب والحركة، والفاشيين واليساريين والمثقفين والجاهلين، وخبازي خبز القمح وخبازي خبز الشعير.. الجميع يتناحر ويدخل حوارات عقيمة بلغة واحدة.

للأسف، معظم وسائل الإعلام العربية نسيت فلسطين المحتلة، وباتت متخصصة بكشف أكاذيب بعض إخوانهم العرب والتركيز على أخطائهم وزلات ألسنتهم وذنوبهم، وبعد العدوان على غزة تذكروا فلسطين ومعاناه أهلنا في الأرض المغتصبة، بعد العدوان توحدوا، ففي لبنان 15 قناة تلفزيونية توحدت، وهي سابقة في تاريخ هذه القنوات. أما قمة الابتكار العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد بدأنا نقرأ شتائم لم نسمع بها من قبل ولم تسجل كلماتها في قاموسنا العربي، هذا قبل الغزو، وبعده توحدت قلوب العرب لنجدة غزة ومواساة سكانها وجمع المساعدات وإرسالها.

إذا اتحد الإعلام العربي والشعب العربي وبائعو الضمير العربي على حب فلسطين وعلى الوقوف في صف واحد لنصرتها وتظاهر في مدن العالم أجمع لوقف العدوان. إذاً توحد العرب ممكن وليس بالمستحيل، بل هو أمر ممكن لأن توحد الرأي هو بمثابة الخطوة الأولى في طريق الوحدة، فلماذا لا ندع خلافاتنا الداخلية أو »العائلية« جانباً، ونتوحد اقتصادياً وعسكرياً وإعلامياً ضد الصهاينة الذين اغتصبوا أرضنا، ونطردهم من خاصرة الوطن العربي، ونعيد كرامتنا المسلوبة، ثم نعود لحل خلافاتنا أو للاستمرار فيها؟!

Email