تصدير النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

التصدير مجال حيوي وأساسي في الاقتصاد والتجارة العالمية عبر التاريخ، وإن كان بعض أنواع «التصدير» قد ارتبط في أذهان البعض بأحداث وذكريات غير سارة، مثل «تصدير الثورة»، أو «تصدير الإرهاب» (بعد تصنيعه طبعاً)، وكذلك تصدير منتجات فتاكة، كأسلحة الدمار الشامل، والأمراض الوبائية، والأغذية المعدلة جينياً، إضافة إلى منتجات ومواد أخرى أقل فتكاً، لكن هذه الأعراض الجانبية، لا تلغي ولا تقلل أهمية التصدير كونه عاملاً جوهرياً وضرورياً لتبادل المنافع بين الدول والشعوب، وتقاربها وتشاركها في التجارب الناجحة والمنتجات المفيدة. وقد برع بعض الشعوب والمجتمعات في تصدير إنجازاته ونجاحاته، الفكرية والعلمية والاقتصادية، وسواها، ولولا هذا التصدير وتبادل المعارف والخبرات، لما وصلت البشرية إلى ما هي عليه اليوم من تقدم وتطور.

نموذج دبي المتميز وتجربة النجاح القياسي التي حققتها الإمارات العربية المتحدة، حقائق ناصعة لا مجال للجدل فيها أو التشكيك، بل أصبحت الوفود الأجنبية تتسابق نحوها من دول ناجحة ومتطورة، للاستفادة من تجربة الإمارات، واستكشاف أسرارها وعوامل نجاحها، فلماذا لا يتم تصدير هذا النجاح إلى الدول العربية الشقيقة، ولو بالقوة المعنوية والسياسية، طبعاً؟

الأقربون أولى بالمعروف، والإمارات سباقة في هذا المجال، سواء بالمعونات الاقتصادية أو المساعدات الإنسانية، وكل أنواع الدعم المادي والسياسي والمعنوي، لكن ما أقصده هنا، هو الدعم والمساندة في مجالات القيادة والإدارة والتخطيط، والعدالة والأمن، وإقامة البنية الأساسية المتكاملة وصيانتها، وتوفير الخدمات وسهولة الوصول إليها، والقدرة على استثمار الطاقات البشرية والمادية وجذب المستثمرين، وكيف يكون الشعب سعيداً بقيادته ومع قيادته.

هذه مجرد نماذج من تجربة عربية ناجحة بامتياز، فمتى يعمم هذا النجاح على الدول العربية الأخرى؟!

Email