ثقافة التميز

ت + ت - الحجم الطبيعي

للتميز شروط ومعايير لا يتحقق بدونها، ولا يمكن الوصول إليها إلا بجهد وعمل جاد وإصرار على التفوق وتحدي الصعاب. لذلك يقف الكثيرون في منتصف الطريق، ويعجزون عن الوصول إلى منصة التميز.

والتميز الحقيقي لا يكون بإنجاز يتيم أو فوز عابر، وإنما يتطلب نهجاً متواصلاً ورؤية مستقبلية وطموحاً لا يعرف الحدود، فالاستدامة هي أهم معايير التميز والتفرد. يقول أينشتاين: «لا يستطيع تحقيق المستحيل إلا الذين يؤمنون بما يراه الآخرون غير معقول».

ولكي تتحقق استدامة التميز، لا بد أن يكون ثقافة عامة يتحلى بها الجميع ويعمل بمقتضاها، وهذا ما تميزت فيه دبي وبات علامة مسجلة لدولة الإمارات. ف

التميز في الإمارات لم يعد قاصراً على الدولة ومؤسساتها، ولا على المؤسسات والشركات الكبرى في القطاع الخاص، رغم كل النجاحات والإنجازات التي جعلت الإمارات تتبوأ المراكز الأولى عربياً وعالمياً في الكثير من المجالات، وفق أعلى المعايير الدولية ومقاييس الهيئات والمنظمات المتخصصة ذات المصداقية.

لقد أصبح التميز في دولة الإمارات سِمَة الجميع، وهدفاً يسعون إليه ويتنافسون من أجله، على كل المستويات الفردية والجماعية، وحتى على مستوى الأطفال.

بل أصبح كلٌّ ينافس ذاته قبل أن ينافس غيره، ليصل إلى التميز الذي لم يعد مقبولاً اجتماعياً وشعبياً، أحرى رسمياً، أن يرضى الإنسان لنفسه بأقل منه، أو ترضى المؤسسات والهيئات والشركات بمستوى دونه لأعمالها وخدماتها.

وهذا هو الضمان الأساسي لتميز حقيقي مستدام، في ظل قيادة تعطي القدوة والنموذج بنفسها، وتهيئ الظروف والفرص المناسبة، وتقدم الدوافع والحوافز لمزيد من التميز، حيث «لا مكان للمستحيل في قاموسنا».

 

Email