جاذبية المكتبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

صادف أمس، اليوم العالمي للكتاب وحماية حقوق المؤلف، أو يوم القراءة العالمي، كما يسمى في اليونيسكو، وسبب اختيار يوم (23 من شهر أبريل) هو تاريخ وفاة شكسبير، وكذلك ميلاد بعض الكتاب المشهورين مثل سرفانتس، والطريف أن 23 أبريل بداية فصل الربيع في كتالونيا، حيث كان الرجال يهدون زوجاتهم الزهور، والنساء تهدي كتباً بالمقابل.

رغم كل الاحتفاء، الذي يلقاه الكتاب من مهرجانات ومعارض وندوات وحفلات توقيع وغيرها من الفعاليات، تبقى قليلة الفائدة، إن لم تكن المدرسة حاضرة فيها وبقوة، حاضرة بمكتبتها، التي فيها أمات الكتب وأعرق المؤلفات، المكتبة التي تتزود على مدار العام بالجيد في كل حقول المعرفة، التي يتوفر لها دليل أمين ومحب للكتاب، يقود الطلبة نحو الكتب التي تناسب أعمارهم وميولهم، ويناقشهم في شؤون المطالعة، وكيفية القراءة الصحيحة.

عندما تغيب المكتبة عن مدارسنا بمعناها، وليس في مبناها، ما قيمة كل أنشطة الكتاب، وإذا عزف الأولاد عن القراءة لأن المكتبة لم تقدم لهم الدعم والتشجيع، ولم تطور أساليب العمل، وإذا أمضى أمين المكتبة في المدرسة وقته في مقاتلة الكسل، وإذا تحول التواجد في المكتبة إلى روتين يومي، كيف ستتطور علاقة الطلاب مع الكتاب، وكيف سيصبح (خير جليس في الأنام)؟

علينا الاعتراف بأن لعبة واحدة من ألعاب البلاي ستشن، تقود مدرسة بأكملها، وليس فصلاً واحداً فقط نحو الشاشة الزرقاء، مهما صغر حجمها، وليس نحو المكتبة مهما كبُر مبناها، لأن المعرفة طاقة متجددة، يتأخر الكتاب في مجاراتها تقنياً، ورغم أن المقصود هو قراءة الكلمات وفهم معناها، تبقى المعضلة في وصول الطالب إلى المكتبة، وسط محيط شاسع من المغريات، تشغله عن القراءة، وربما علينا البحث عن وسيلة أكثر جاذبية، وحتى نجد الوسيلة ستمر الكثير من مناسبات الكتاب من دون قراءة أو صدى فعلي للكتاب.

Email