مفاتيح التفوق

ت + ت - الحجم الطبيعي

القمة الحكومية الثانية، التي اختتمت الأربعاء الماضي في دبي، لم تكن "قمة" فقط لمستوى وعدد المشاركين فيها من القادة ومسؤولي الصفوف الأولى والأكاديميين وأصحاب الخبرات والمبدعين، بل كانت أيضاً قمة في الأداء والتنظيم، وفي التجارب المتميزة والأفكار المبتكرة التي قدمت خلالها.

لكن كيف وصلت إلى هذا المستوى؟ ولماذا في دبي تحديداً؟

بالطبع، لو لم تتوفر البيئة الحاضنة والمشجعة للإبداع، والتجربة العملية الماثلة تميزاً وتفوقاً، لما كان لهذه القمة أن تحقق كل هذا النجاح والإقبال المتزايد والثقة العالمية، وللعام الثاني على التوالي، رغم الظروف القاسية والأزمات المستعصية التي تشهدها المنطقة ويعيشها العالم.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال لقائه مع الإعلاميين المشاركين في القمة، أوضح الأسباب والمقدمات، ولم يحتكر النجاح والتميز، بل قدم وصفة ناجعة جلية، وأعطى مفاتيح النجاح لكل من يمتلك إرادة التفوق وطموح التميز..

أبرز هذه المفاتيح، كما أوضحها سموه، تتمثل أساساً في وضوح الرؤية، فريق العمل المؤهل والمتكامل، مواجهة التحدي بالتحدي والإصرار والعزيمة، الإيمان بالله ثم بقدراتنا الذاتية، فضلاً عن الروح الإبداعية المتوثبة دوماً، والتي لا تقف عند قمة تصلها، وإنما تبدع وتبتكر قمة جديدة وطموحاً أسمى تخطط وتعمل للوصول إليه.

القمة الحكومية ليست إلا نموذجاً واحداً من ثمار هذا الطموح والإبداع، ولذلك، لم تكن القمة الثانية مجرد استكمال لسابقتها، وإنما أبدعت وأضافت قمة جديدة، وذلك ما ينتظر القمة الثالثة المقبلة التي سيكون هدفها "ترسيخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للإبداع الحكومي، والتركيز على خدمات الأجيال الجديدة من حكومات المستقبل".

ومن هنا، أهمية أن يرى النور مقترح إنشاء "مدرسة محمد بن راشد للإدارة الحكومية"، الذي تقدم به عدد من ضيوف القمة الحكومية الثانية، والجدير حقاً بالعناية والدراسة.. لتبقى الإمارات دوماً مركز إبداع ومصدر إشعاع عربي وعالمي.

Email