العطاء سجيةً

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست الإغاثة ولا العطاء بسخاء، من الأمور العارضة أو الطارئة في مسيرة الإمارات العربية المتحدة وعطائها الإنساني، بل أساس راسخ وعقيدة ثابتة في نهج الاتحاد وبنائه المعطاء.

ذلك ما توارثه الشعب جيلاً بعد جيل، وانبنتْ عليه الدولة منذ أن وُضعت أسسها على قيم الأصالة والسماحة والوقوف دوماً إلى جانب المنكوبين والمعوزين، أينما كانوا وأياً كانوا، على امتداد المعمورة وتنوع الأجناس والأعراق.

لكن للأشقاء خصوصية و"الأقربون أولى بالمعروف"، ومن هنا تأخذ حملة "قلوبنا مع أهل الشام"، أبعاداً متعددة؛ عربية إسلامية وإنسانية، يمليها واجب الأخوة، وتفرضها شريعة السماحة والإيثار، وتحتمها وحدة المصير الإنساني والمصلحة المشتركة للجنس البشري.

وكما قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فإن "توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق حملة إنسانية وطنية شاملة لإغاثة اللاجئين السوريين في مخيمات دول الجوار السوري، الذين يعانون جراء موجة الأمطار والثلوج التي تجتاح المنطقة، إنما تعبر عن مبدأ إماراتي أصيل أرساه الوالد الشيخ زايد رحمه الله، وهو التفاعل العاجل مع المحتاج والمنكوب أينما كان ومهما كانت ظروفه".

تلك سجية راسخة ونهج ثابت، يتسابق فيه الجميع، في هذه الحملة النبيلة كما في حملات مشابهة كثيرة سبقتها، استجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، وتلبية لنداء الواجب الذي كانت الإمارات على الدوام سباقة إليه وإلى أدائه، سخاءً متدفقاً وعطاءً بلا حدود..

ويبقى أن يهبّ الأشقاء والأصدقاء جميعاً للمساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق والنبيل، وأن يجد "المجتمع الدولي" بقية من ضمير، لعله يستعيد بعض مسؤولياته في حماية السلم الدولي، بما ينهي مأساة السوريين ويحقق الأمن والاستقرار لكل المنطقة.

Email