ثورة الأداء الحكومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن أصبحت "الإدارة العامة" نهجاً قائماً بذاته، لإدارة المنظمات الحكومية (المؤسسات والدوائر) الكبرى باعتبارها "الكيان الذي يحتكر الاستعمال الشرعي للسلطة الطبيعية"، كانت البيروقراطية والروتين من أبرز عوائق تحقيق الأداء المنشود وإنجاز الأهداف المرجوة.

ومع أن البيروقراطية وضعت في الأساس لاستبعاد الطابع الشخصي في العمل المؤسسي، وحماية الإدارة من التسيب والفساد، إلا أن تعاظم دور الدولة وحجم المؤسسات الحكومية وتضخم اللوائح والإجراءات، حولت البيروقراطية إلى عقبة تعطل العمل الحكومي، عكس ما كان يتوخاه العالم الألماني ماكس فيبر (1864-1920)، أحد مؤسي علم الاجتماع الحديث والإدارة المعاصرة، وتحولت الإدارة الحكومية إلى نموذج للبطء والترهل والبطالة المقنعة.

لكن أفكار فيبر ونظرياته مازالت تتمتع بكثير من الريادة والمصداقية، فقد ميز بين ثلاثة نماذج للسلطة، هي: السلطة الملهمة، والسلطة التقليدية، والسلطة القانونية، معتبرا أن "القيادة الملهمة قوة ثورية في العملية التاريخية".

والقيادة الملهمة نشهد عملياً دورها وتأثيرها في الأداء الحكومي في دولة الإمارات، سواء محلياً في دبي أو وطنياً على مستوى الحكومة الاتحادية، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. فما يشهده هذا الأداء هو ثورة حقيقية في الإدارة العامة، تتجاوز تصحيح المفاهيم الخاطئة، لخلق معادلة جديدة ناتجها العملي هو التميز في الأداء، والسبق في الإنجاز، وابتكار الأفكار الخلاقة، بعد أن كانت "إدارة الأعمال"، أو الإدارة في القطاع الخاص، هي النموذج لكل ذلك.

وأحد نماذج هذه الثورة الإدارية، مطالبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لأعضاء الحكومة الاتحادية، بأن يختار كل منهم مجالاً تنافسياً لتحقيق المركز الأول فيه عالمياً، خلال اثني عشر شهراً. فهل تطمح أي مؤسسة خاصة لأكثر من ذلك.. ولو في بضع سنين؟

Email