العيد والأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتبط الأعياد في حياة الناس بالآمال وانتظار الفرح، وللعيد بعد رمضان فرحة خاصة للصائمين، بل فرحتان كما جاء في الحديث الشريف: "للصائم فرحتان، فرحة عند فِطره وفرحة عند لقاء ربه".

ومع أن أحوال المسلمين اليوم قد تبدو محبطة أكثر مما هي مدعاة للفرح والأمل، إلا أن تلك نظرة تشاؤمية مبالغ فيها، فهناك في الواقع منافذ ضوء وبشائر أمل لا نزال نشعر بها بل ونراها، ومبادرة كسوة مليون طفل محروم، التي تضاعفت مرتين لتصبح كسوة ثلاثة ملايين طفل في مختلف بقاع العالم، مثال ساطع على أن للأمل أبوابا لا تغلق عند كرام النفوس ذوي الهمم العالية.. ومع كل طفل هناك أهل وأقارب وجيران يحزنون لحزنه ويفرحون لفرحه، فكم شخصا سيفرح في هذا العيد!

وقد يجد المتشائمون ما يواسيهم في كافوريات المتنبي وتبرّمِه بأهل زمانه، وتشككه في ما قد يأتي به العيد، وهو صاحب البيت الذي صار على كل لسان، ككل شعره الخالد:

عيدٌ بأية حالٍ عُدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيكَ تجديدُ؟

وواضح أن الجواب عنده كان أكثر تشاؤما:

أما الأحبةُ فالبيداء دونهمُو * فليت دونك بيداً دونها بيدُ

لكن الطغرائي الذي جاء بعد المتنبي بقرون، وإن كان يشبهه في اعتزازه بنفسه، وربما في غروره، كان له رأي أكثر تفاؤلا وأدعى للأمل، أو لنقل بلغة عصرنا "أكثر براغماتية":

أُعلِّـلُ النفسَ بالآمال أرقُـبُها * ما أضيَق العيشَ لولا فُسحةُ الأملِ

جعل الله أيامكم أعيادا، وحقق آمالكم في العيد وبعد العيد.. وكل عيد وأنتم بخير.

Email