الإنسان الذي كان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الإنسان كما عرفناه وعرفه من كانوا قبلنا، يسير في طريق الانقراض. فبعد أن كان الإنسان يتميز عن غيره من الكائنات الحية، بمشاعره العاطفية وإدراكه العقلي وبالبعد الروحي في كينونته الفطرية، ها هو يسير حثيثا ليتحول إلى مجرد آلة مسيَّرة فاقدة للإحساس، وغير قادرة على التفكير الذاتي دون برمجة آلية مسبقة.

كان حلم الإنسان على الدوام أن يطور أو يخترع أدوات وآلات تخدمه وتسهل حياته، لكن ما تعمل عليه الآن شركات عالمية كبرى ومراكز بحث ومختبرات عديدة حول العالم، هو تحويل الإنسان إلى مجرد آلة، بل جعله خادما للآلة، وليس سيدا لها.. أو حتى مجرد صديق!

أحد الأمثلة على ذلك، ما أعلن مؤخرا عن سعي بعض شركات المعلوماتية العالمية لزرع دوائر إلكترونية في جسم الإنسان، لتخزين البيانات والمعلومات بحيث يمكن الدخول عبرها إلى حساباته الإلكترونية، وهو ما يفتح الباب أمام تلك الشركات للتحكم في بيانات الأفراد والتلاعب بمحتوياتها، وبالتالي التحكم في الإنسان نفسه. وهناك العديد من المحاولات المشابهة، على مدى السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية.

وحتى التعاليم الدينية التي كانت كابحا أساسيا في وجه الاندفاع البشري نحو الهلاك الجماعي، يحاول البعض أيضا تحويلها إلى أدوات قتل ودمار ووسيلة إثراء وإفساد!

تصوروا لو أنه تم تعميم هذه "التقنيات" على بني البشر.. ماذا يمكن أن يحدث؟ مثلا، لو حدث خلل عام في الشبكة الإلكترونية، أو اضطراب في الغلاف الجوي عطل عمل الأقمار الصناعية.. فهل تكون هذه هي النهاية؟!

 

Email