لغة العصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

"من عرف لغة قوم أمن مكرهم"، حكمة بليغة أثبتت مصداقيتها جيلا بعد جيل، فكيف إذا كانت اللغة "لغة كل الأقوام"؛ أي لغة العالم كله! إنها لغة العصر.. لغة الإعلام والتواصل الإنساني عبر وسائله الحديثة المتنوعة، وأدواته التي تتطور لحظة بعد أخرى.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في لقائه قبل يومين مع قيادات المؤسسات الإعلامية الوطنية والأجنبية العاملة في الدولة، أكد أن معرفة لغة العصر هي المفتاح الأساسي والأداة الرئيسية لفهم وقائعه، بما فيها من فرص سانحة وتحديات ماثلة، تتطلب فهما عميقا لمتطلباته ومواكبة واعية لأحداثه ومجرياته.

لذلك أكد سموه على أن "الإعلام شريك رئيسي وإيجابي للمجتمع، كونه القناة التي تعبر عن تطلعاته وتبرز آراء أفراده".. بل هو "محرك مهم له ثقله في رفعة وتقدم المجتمعات المتحضرة"، وفي "مد جسور التواصل الإنساني بين الشعوب".

هذا الفهم العميق لدور الإعلام ومركزيته في عصرنا الحاضر، وفي المستقبل دون شك، يضع على الإعلاميين مسؤولية كبرى في أداء الدور المنوط بهم والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، من خلال نقل الحقائق والوقائع بموضوعية ومصداقية، وبما يحقق المصالح العليا للوطن والتواصل الإيجابي بين الشعوب، وليس افتعال الحرائق وتأجيج الأزمات، وبث أسباب الفرقة والنفور بين المجتمعات.. وهو ما لا يلتزم به بعض وسائل الإعلام، للأسف، في كثير من الأحيان، وفي تجاهل واضح لأبسط القواعد المهنية والقيم الأخلاقية.

Email