عرس التميز الثقافي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة جديدة، كما هي العادة دوماً، تؤكد دولة الإمارات ريادتها وتميزها.. ثقافة وإبداعاً وجسراً للتواصل الإنساني بين الثقافات والشعوب. وذلك ما عكسه، بصفة خاصة، معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين (24-29 أبريل الحالي).

وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال جولة لسموه في المعرض، الجمعة، أن المعرض "عرس ثقافي كبير"، حيث "أصبحت العاصمة أبوظبي وجهة ثقافية رئيسية للمنطقة كلها، عبر مبادرات ومعارض ومتاحف ومنافسات شعرية وأدبية متنوعة". وقال سموه إن هذه الفعاليات الثقافية "تشكل جسوراً للتواصل الإنساني والثقافي بين ثقافتنا الوطنية وثقافات العالم".

وهذا التأكيد من المستويات العليا للقيادة الوطنية، يوضح بجلاء لكل من يحتاج إلى توضيح، حرص الإمارات الثابت وإيمانها الراسخ بمبادئ الحوار والتعايش السلمي بين الثقافات والحضارات، بتنوعها وشموليتها.. وليس ذلك مجرد شعارات نمطية أو مقولات نظرية، وإنما هو واقع يعبر عنه الانسجام القائم بين أكثر من مئتي جنسية يعيش المنتمون إليها، بكل تنوعهم وتباين ألوانهم وثقافاتهم، في دولة الإمارات العربية المتحدة.. وهو تنوع غير موجود حتى في هيئة الأمم المتحدة.

حين تكون الوقائع ماثلة لكل ذي بصر أو بصيرة، لا تحتاج عادة إلى برهان أو تبيان، لكن الذكرى تنفع المؤمنين، أما الذين لا إيمان لديهم إلا برغباتهم وما يتوهمون، فأولئك أولى لهم أن يبحثوا عن علاج لبصائرهم قبل أبصارهم.. والله سبحانه وتعالى يقول (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

وتبقى الحقائق ناصعة تتحدث بذاتها عن ذاتها.. وهل يستطيع أحد أن يغطي السماء بغربال!

Email