حكاية جبل علي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لميناء جبل علي حكاية، شأنه شأن جميع الموانئ في العالم. فقد استيقظ البريطاني نيفيل ألن، الذي جاء إلى دبي عام 1958 كممثل لشركة "هالكرو"، في الساعة الخامسة من صبيحة أحد الأيام في منتصف سبعينيات القرن العشرين على رنين الهاتف، جاءه صوت على الطرف الآخر يخبره بأن حاكم دبي يريد أن يراه على قمة جبل علي فوراً.

انزعج نيفيل ألن من الطلب المفاجئ، فأسرع إلى حيث التلة الصغيرة ليجد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وبعض المسؤولين في انتظاره، فأشار الشيخ راشد بيده ناحية الساحل القريب قائلا: "هناك أريد إنشاء الميناء".

وبطريقته الخاصة، شرح لألن فكرته، ثم طلب معرفة التكلفة التقديرية للمشروع، فأعطاه رقماً تقريبياً بتكلفة المشروع، ثم قال له: متى نبدأ العمل يا صاحب السمو؟ فأجابه الشيخ راشد: "فوراً"! ويصف ألن الشيخ راشد بأنه كان إنساناً ذكياً بدرجة غير عادية، ويعمل بسرعة البرق.

 وقد استغرق الأمر أربع سنوات، وتحديداً حتى الثاني من أغسطس 1976، عندما تم حفر الأرض تمهيداً لإنشاء ميناء جبل علي، وانتهى العمل من إنشاء أول رصيفين خلال ثمانية عشر شهراً. وكان الغرض منه، وهو على بعد 35 كيلومترا من دبي، أن يكون منطقة تصنيع تجذب مزيداً من الأعمال التجارية.

صورة الافتتاح لا تغيب عن ذهن العامل مهابير سنغال (63 عاماً)، أحد أقدم موظفي موانئ دبي العالمية التي كانت آنذاك جزءاً من دائرة الموانئ والجمارك، جاء ليعمل في عام 1977 مع شركة كليفلاند بريديج، بعد أن أمضى فترة عمل في بريطانيا. ولا يزال يتذكر اليوم الذي وصل فيه عدد الحاويات النمطية التي استقبلها ميناء جبل علي، إلى مليون حاوية وسط احتفال كبير شهدت فيه دبي لأول مرة ألعاباً نارية.

هكذا ولد هذا الميناء الأسطوري الذي لا مثيل له، لا في الشرق ولا في الغرب، باعتباره ليس محطة ترانزيت فقط، بل نقطة تحميل وتفريغ لكل أشكال السفن، إضافة إلى إنتاجها وتوزيعها في جميع أنحاء العالم.

Email