ثبات الرجال وتلون الأفاعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا غبار علينا، نحن أكثر نقاء وشفافية من البللور، عشنا وسنعيش تحت نور الشمس، تحركنا وطنيتنا التي نرتكز عليها، وننطلق بكل ثقة نحو عروبتنا التي نأخذ منها فضائلها، وننبذ شوائبها، ونثبت عندما يتخاذل الآخرون، ونتمسك بأولوياتنا.

فلسطين، كانت ولا تزال ألعوبة في يد المتسلقين، اشتروا وباعوا فيها، وباسمها قفزوا إلى كراسيّ الحكم، في تلك الدول التي أضاعتها الأحزاب والمتحزبون، وعساكر الانقلابات سارقو الثروات، أصحاب «الدبكات» والأناشيد الغارقة في الأوهام، من يعقدون الصفقات من تحت الطاولات، حتى أصحاب القضية، فيهم من تاجر باسمها، وكدس الثروات.

وشارك أبناء شارون ونتانياهو، وقبل بأن يكون شاهداً على التوسع والتمدد وإقامة المستوطنات، واكتفوا برئاسة بلدية وسلطة منقوصة، همها تصفية كل الذين يرفضون الخضوع والخنوع والقبول ببعض الضفة مع غزة.

دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لم تشترك في الصفقات السرية، ولم تقل في العلن ما يخالف مواقفها في الخفاء، وعندما بادرت بمقترح للحل جمعت كل قادة العرب، في مؤتمر قمة كامل العدد، هناك طرحت المبادرة، فأضاف من أضاف، وصحح من صحح، حتى اكتملت الآراء، ووافق الجميع عليها، في العلن كانت، ولكن الذين يحبون الظلام استمروا يلعبون على صفقات سرية.

نحن لا نلقي الخطابات المؤججة للمشاعر في الميادين، وتخضع في الغرف المغلقة لاشتراطات إسرائيل، وقد حسمنا أمر الاعتراف بتلك الدولة، اشترطنا، ونحن أصحاب سيادة وإرادة، أن نبحث ذلك الأمر بعد توقيع اتفاق الحل النهائي مع دولة فلسطين، وإقامة الدولة كاملة الأركان على الأراضي التي قبل بها أصحاب الشأن، أراضي 67، مع حل الملفات الأخرى العالقة.

ولم نغير موقفنا، الذي لم تشذ عنه غير قطر، لأننا نحترم ونقدر قضايا أمتنا المصيرية، ونقف مع شعب فلسطين في صموده، ونسانده في المحافل الدولية، ولا نساوم على حقوقه، ولا نلتفت إلى أفعال «إخوان حماس»، فهؤلاء لا يؤمنون بالأوطان، ويبيعون كل نظرياتهم مقابل المصالح، وهذا خالد مشعل، وقادة التنظيم الدولي للإخوان يقدمون لكم خير مثال من قطر الدولة الخليجية الوحيدة، التي تربطها علاقة بإسرائيل.

الرجال مواقف، لا يتلونون، ولا يتغيرون، الأفاعي فقط هي التي تتلون وتغير جلدها، وقد خرجت من جحورها.

 

Email