ما بين الغبار والدنس

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملة منظمة تلك التي تشنها أطراف متعددة ضد السعودية، خططت لها إسرائيل جيداً، وتحرك أعوانها في كل مكان ليزوّروا الحقيقة، ويخدعوا الشعوب العربية، التي لا تزال تجري خلف الشعارات الكاذبة.

قبل قرار ترامب بشأن القدس واعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي، كان إعلام نتانياهو يتحدث عن تفاهمات مع دول عربية، ولم يسمها أبداً، ولكن إعلام عزمي بشارة، الأكثر صهيونية من القناة العاشرة الإسرائيلية التابعة لجيش الاحتلال، وإعلام إيران بعد إعلام تركيا والإخوان، كل هؤلاء كانوا يتحدثون عن تطبيع ويغمزون باسم المملكة، والتي، وللأسف، صمتت طويلاً، وسمحت لبعض الطفيليين أن يتحدثوا نيابة عنها وباسمها، وبعضهم معروف حتى فترة قريبة بأنه معارض لسياسات المملكة، ومن تلاميذ برنامج التغيير الأميركي، وأيد هؤلاء إقامة علاقات مع الصهاينة، وتتطاولوا على القضية العربية الإسلامية الأولى، قضية فلسطين، حتى جاء قرار ترامب، وتحرك الغوغاء في شوارع بعض العواصم العربية، وتركت القدس جانباً، وترك ترامب وقراره خلف الظهور، وركزت الحملات الشرسة ضد الدولة الأكثر مساندة لقضية فلسطين ودعماً لشعبها الصامد في الأراضي المحتلة.

اللافت في الأمر أن أغلب الشعارات التي رفعت ضد السعودية والدول التي لم تطبع العلاقات مع إسرائيل، أقول لكم، كلها تقريباً خرجت من الدول المطبعة فعلاً ورسمياً ودون حياء، ابتداء من قطر التي عقدت الندوات في مركز دراسات أول قناة عربية تستضيف قادة الجيش الإسرائيلي، والتي يعمل مراسلوها في مكاتب مرخصة من سلطات الاحتلال، ومروراً بتركيا التي تجري مناورات عسكرية سنوية وتتفاخر بعلاقتها المميزة مع الكيان، و«خالد مشعل» يكمل المشهد، ذلك الكذاب المنافق، الذي يطالب الدول التي تحوم حولها الشكوك، كما قال، بأن تزيل الغبار الذي أثير حولها، وهذا كلام سفيه موجه إلى سفهاء، وكان الأجدر به أن يطلب من قطر أن تزيل «الدنس» الذي يلطخ وجهها، أو أن يعلن على الملأ بأنه «يغتسل» كل يوم «سبع مرات» حتى ينظف من مجاورته لمكتب المصالح الإسرائيلية في الدوحة، وأن يتوقف عن زيارة دول مغاربية فيها سفارات ومكاتب إسرائيلية!!

Email