فوضى ترامـب وفوضى الملالـي

ت + ت - الحجم الطبيعي

فوضى من أميركا وفوضى من إيران، هؤلاء يريدونها وسيلة إنعاش لإرهاب يكاد أن يلفظ أنفاسه حتى تستمر مبرراتهم قائمة إلى أن تكتمل المخططات المرسومة، وأولئك الذين يتمتعون في «قم» يغذون المذهبية بالصواريخ والغرور والأحلام المبنية على التسيد تحت لواء إمبراطورية عبدة النار.

نتساءل ونحن نلتفت حولنا، نقول لماذا اتخذ الرئيس الأميركي قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في هذا التوقيت، فالأوراق مخلوطة، والأوضاع متزعزعة.

والجميع منشغلون في مواجهة المتربصين بهم، والحروب مشتعلة في أربع أو خمس مناطق، وفلول «داعش» وبقايا القاعدة ما زالوا ينتظرون الفرص المناسبة في كل بقاع العالم وليس في بلادنا العربية فقط، وهم اليوم ينزفون دماً وحقداً بعد هزائمهم في الأرض التي كانوا يظنون أنها مركز الدولة المزعومة، فكيف يمكنون من جديد بحجة إذا ركبوا فوقها صنعوا جيوشاً من اليائسين المستنزفين؟

وتستدعي التساؤلات تساؤلات متفرعة، تبدأ من الجهة التي تقف عندها الولايات المتحدة الأميركية، ولا تنتهي عند «تيلرسون» الذي يصحح مواقف الرئيس ويغير أفكاره، ونحاول أن نهون من الأمر فنصوره وكأنه تصرف عشوائي غير مدروس، ونحلل ونفسر حتى وصل بعضنا إلى القول إن العالم يدار من رئيس «جاهل» في السياسة، لنكتشف أننا نعيش في متاهات لا نملك القدرة أو الوسيلة لبلوغ مخارجها.

وعلى العكس من ذلك نعايش فوضى إيران، فهذه واضحة، وأصحاب العمائم لا يقصرون في تصريحاتهم، إنهم يعلنون نيّاتهم ولا يخجلون، ويتمددون في أرضنا العربية باسم الدين والمذهب ورغبة ذلك الذي يسمى الولي الفقيه، وأذرعهم تنوب عنهم في القتل والتنكيل واحتلال الأراضي، وسلاحهم ينتقل من سوريا والعراق ولبنان إلى اليمن.

ومتفجراتهم تغزو البحرين وتتسرب إلى أوروبا وإفريقيا، ولم تحاول الإرادة الدولية أن توقفها عن اللعب باستقرار الدول، ولا تحتج الدولة العظمى التي يترأسها ترامب على محاولات بسط النفوذ في المنطقة، ولكنها تتجرأ وتطلب تزويد الميليشيات غير الشرعية بحرية الحركة في اليمن عبر رفع الحصار عن المطارات والموانئ.

وهنا يثور في الرأس تساؤل أخير، وهو تساؤل بريء تطرحه التوافقات الواضحة ما بين الفوضى الأميركية والفوضى الإيرانية، ولن نقول تبادل الأدوار، فهل يمكن أن يكون هذا التوافق مصادفة إذا تكرر عشرات المرات؟!

Email