صفعة مدوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد سعد الحريري إلى بيروت، ولم ينل حسن نصر الله غير «سواد الوجه»، وأصابته غصة، فقد أفشلت قصصه المفبركة، وظهر صغيراً أمام الذين يرددون خلفه الأكاذيب، كانت الغصة واضحة في خطابه عشية وصول الحريري، لم يستطع أن يكمل جملة واحدة دون أن تتوقف كلمة داخل «زوره»، فقد أسقط في يده.

قلنا له إن الرجل الحر يتخذ قراره من المكان الذي يختاره، ويتحرك نحو الدولة التي يريد أن يزورها، وإن حبل الكذب قصير، لهذا صمت عن التعليق على عودة رئيس الوزراء، وتعلق بقرارات مجلس جامعة الدول العربية، وخاصة التأكيد على إرهاب حزبه التابع لإيران التي صدمت من شبه الإجماع العربي الرافض لتدخلاتها في المنطقة، وإنذارها بالتوقف عن التلاعب من خلال وكلائها الخونة لأوطانهم، أو مواجهة التصعيد على المستوى الدولي، مع التلميح إلى الخيار العسكري الذي ترك مفتوحاً.

وكرر حسن نصر الله هوايته التي ما عادت تنطلي حتى على أتباعه، فكذب بعد أن أحس بجدية الموقف العربي، وقال إنه لم يرسل أحداً من حزبه إلى اليمن، وأقسم على ذلك، فالقسم عنده لا يساوي شيئاً، رغم أنه قد ألمح في عدة خطابات سابقة إلى أن خبراء ومقاتلي حزبه موجودون في سوريا والعراق واليمن، وبث قبل أقل من شهر، وبالتحديد بعد الصاروخ الحوثي الذي فجر شمال مطار الرياض، بث فيلماً من إنتاج حزبه، وعرض في القنوات المؤيدة له والممولة من حزبه وإيران، وكان الفيلم يتفاخر بوجود مدربين وخبراء من حزب الله في صفوف الحوثيين، فأي حسن نصر الله، وأي حزب نصدق؟!!

وفي هذه اللحظة، في الثانية من بعد ظهر الأربعاء 22 نوفمبر 2017، وقبل أن أختم مقالي بقليل، سمعت صوت صفعة مدوية على صدغ حسن نصر الله، ارتجت لها الأرجاء، وتسابقت إليها وسائل الإعلام، فالرجل الشجاع، العائد بكل ثقة إلى وطنه، الرافض للمؤامرات ضد شعبه، صاحب القرار الحر، رئيس الوزراء سعد الحريري يتراجع عن استقالته.

إنها رسالة، هذه الصفعة لحزب الله وإيران رسالة تكمل الرسالة التي وجهها وزراء خارجية الدول العربية مجتمعين، وما عاد أمام الاثنين من خيار غير تفعيل عقولهم والتراجع عن مشروعهم التدميري للدول العربية ووقف إرهابهم ومتفجراتهم، أو تفتح عليهم أبواب جهنم.

Email