الحـــر والكـــذاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصل سعد الحريري إلى باريس، وقبل أن يجتمع بالرئيس الفرنسي اتصل بالرئيس اللبناني، الذي كتب على «تويتر» أن الحريري سيكون في لبنان الأربعاء، للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال.

أين حسن نصر الله؟

اختفى، لم يظهر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، ولم نسمع له خطاباً جديداً، فهل يُعقل أنه لم يجد كذبة جديدة يطلقها تحت رايات «الولي الفقيه»؟ إنه «معمل» أكاذيب مغلفة باليمين المغلظة، وقد سمعنا العشرات منها في خطابيه يومي 5 و10 نوفمبر، وهما الخطابان اللاحقان لاستقالة رئيس الوزراء، خاصة تلك التي استقاها من مصادر إسرائيلية كما قال وأقسم بأنها صحيحة، ولم يتحقق منها شيء.

هل ينتظر «حسن» أوامر سادته في طهران؟

هو كذلك، من لا يملك إرادته لا يبادر ولا ينطق دون أوامر أسياده، و«دبابير» طهران ما زالت تزنّ، فالرجل الذي قالوا إنه مجبر على الاستقالة ومحتجز في السعودية حر الإرادة، ويتخذ قراراته بناء على مصلحة بلاده، يكون رئيس وزراء عندما تستدعي الظروف ذلك، ويستقيل عندما تجبره الظروف على ذلك، ويتحرك متى تطلبت الأمور ذلك، هو رجل دولة، وليس رجل ميليشيات.

كان لبنان بحاجة إلى هذه الهزة السياسية، فالوضع قابل للانفجار في أية لحظة، وحزب إيران الذي يترأسه نصر الله ذهب بلبنان بعيداً عن أرضه وحجمه ودوره، واستفز الجميع، وغدر بالجميع، بعد أن خلع كل الأثواب التي لبسها خلال 35 عاماً، وأولها كان دفاعه عن المضطهدين والمهجرين، واستبدل به تجنيد القتلة والمجرمين، أما ثوب المقاومة فقد انشق وظهر من تحته ذلك الوجه القبيح الذي استباح دولاً عربية، يهرب لها المتفجرات والصواريخ وإرهاب الفتن الطائفية والمذهبية، وأصبحت حدود إسرائيل آمنة، وحدود السعودية والبحرين واليمن وسوريا هي المستهدفة، غيرت البندقية التي تحدث عنها نصر الله كثيراً اتجاهها، وقد صادف أن استمعت إلى تسجيل قديم لهذا «المتلون» يقول فيه «إنه وحزبه سيخونان الأمانة إن غيرا اتجاه البندقية من فلسطين إلى وجهة أخرى»!!

قد يكون نصر الله استجمع قواه في ساعة متأخرة من مساء أمس، وقد يفعل ذلك اليوم، ويخرج بخطاب جديد كُتب هناك في طهران، ولن يذهب خطابه بعيداً عن الأكاذيب التي اعتدنا عليها، فالذين فقدوا «بوصلة» اتجاهاتهم، وميزان مصداقيتهم، لا يخجلون من تكرار أخطائهم.

Email