سقـوط الدولة العنصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

آلاف اللغات واللهجات تنتشر حول العالم، ومع ذلك لا يزيد عدد الدول في العالم كله على 300 دولة، بل هو لم يبلغ ذلك الرقم بعد حسب عضوية الأمم المتحدة.

الدول لا تؤسس على لغاتها، ولا تقسم بحسب لهجاتها، ولكنها تقف على مقومات وركائز تحقق لها الاستمرارية والاستقرار.

ولم توفر الأعراق بيئة مستدامة للدول، فالعرق يعني التميز القائم على العنصرية، والنظرة الفوقية لغيره، فكل إنسان يفخر بأصله وعرقه ولغته ولهجته التي ينفرد بها، ولم يحدث أن ذم شخص انتماءه العرقي، فهو ينظر إلى نفسه نتيجة المعلومات المتراكمة لديه منذ بداية نشأته بأنه ينتمي إلى أفضل قوم على وجه الأرض، ومع ذلك لم يطالب كل مفاخر بدولة على مقاسه!!

والدين والمذهب قد يغريان بعضهم، وقد يسعى هؤلاء إلى إقامة دولة دينية أو مذهبية، وقد ينجحون لفترة، ولكنهم في النهاية ينهارون مع دولته، فالأساس كان مختلاً، وغير متوازن، فهو يستند على الكراهية والبغضاء، فينتج دوداً وعفونة تنخر البناء حتى يتهالك.

وللبشرية تجارب كثيرة مع هذه النوعية من الدول، العرقية والدينية والمذهبية، وفي هذا العصر شهد العالم تجارب كثيرة، في جنوب أفريقيا وروديسيا والجزائر، وكان سيد الموقف هو العرق المتفوق، وكان ذلك هو العرق الأوروبي، ولن ننسى هتلر الذي ميز نفسه وقومه على أوروبا بعرق اخترعه ليحقق الزعامة والسيادة على العالم، كما اجتمع العرق باللغة والديانة في فلسطين، وقامت دولة عنصرية لم تثبت أركانها بعد مرور 70 عاماً على إعلانها، ولن تستقر أبداً، وهكذا فعلت دولة «الملالي» في إيران، فقد ألغت التاريخ خلفها، وادعت بأنها فقط المخولة بتمثيل أمة متنوعة الأعراق واللغات والأديان والمذاهب والمعتقدات، وفعلت كل شيء لتحقق أهدافها، من المشانق إلى التهجير القسري وإنكار حقوق الفئات المخالفة لها.

خطأ أكراد العراق وزعماء إقليم كتالونيا الإسباني أنهم دعوا إلى دولة عرقية، كل على حدة، رغم أنهم يتشاركون مع البلاد التي ينتمون إليها في الدين، ولكنهم استخدموا اللغة والزي مع بعض العادات والتقاليد، إضافة إلى العرق المصطنع غالباً، وقرروا إقامة دولة، وعندما لا يملك مسعود البرزاني وكارليس بوتشيمون مقومات الدولة يسقطان.

Email