من كنت قائده يبت مطمئناً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم نسمع إدانات عربية أو أوروبية لتصريحات عبد الملك الحوثي، تلك التي هدد فيها عاصمتنا أبوظبي بصواريخه الجديدة، كما ادعى، لم يتحرك المحايدون، ولم ينطق المترددون، أما الخونة فهم معروفون، لا ننتظر منهم شيئاً، ولكن الأشقاء والأصدقاء، أولئك الذين يتحدثون كثيراً عن حقوق الإنسان وقواعد الاشتباك في الحرب، مر عليهم خطاب الحوثي مرور الكرام، لم يلفت نظرهم، فهو ربما لم يفعل شيئاً في تقديرهم، هو هدد فقط، ولم يطلق صاروخاً.

بإذن الله عاصمتنا محمية، ولديها عين ساهرة تصون أمنها وسلامتها، ولا تهز رجالها كلمات جوفاء تصدر عن منحرف وجد نفسه محشوراً في زاوية ضيقة، ولا تنتظر عون الآخرين، ولكنها فقط تتساءل عن الذين وقفت معهم في الملمات وساندتهم في أحلك الظروف، لماذا غابوا؟

إيران تحلم بأن تصل إلى أراضينا، وهي خائفة من الظهور العلني في لعبة اليمن والصواريخ، فتركت ذلك التابع يردد تهديداته مثل «الببغاء»، وهو يعلم، وإيران تعلم، أن صواريخهم التي أُبطل مفعولها في اليمن، ودُمرت فور انطلاقها، ولم تصل أبداً إلى هدف واحد من أهدافها، كلها لا تتعدى الألعاب النارية المستخدمة في المناسبات، وهما أيضاً يعلمان من الذي أسقط صواريخهم وشل حركتها منذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم.

عيال زايد لم يعتادوا التفاخر، ولكن صنائعهم تتحدث عنهم، ومخطئ من يظن أنه قادر على مس ذرة تراب من أرضهم، ومن عميت عيناه وزاغ عقله هو الذي يفكر في ارتكاب ذلك الخطأ القاتل، سواء كان مدفوعاً من نتائج حربه الخاسرة، أو محرَّضاً من الذين يهابون غضب الحليم، من يختبئون خلف العمائم، هؤلاء لن يحميهم شيء، ويعلمون جيداً ما جهز لهم لو ارتكبوا أية حماقة، لهذا يريدون أن يجعلوا من «فأر صعدة» أسداً، فخرج بذلك الخطاب التلفزيوني مهدداً نيابة عن الجبناء.

لا يخيفنا تهديد الحوثي، من كان قائده محمد بن زايد يبت مطمئناً، نحن فقط تساءلنا عن الذين ما زالوا يتحدثون عن الحياد ويترددون في إعلان مواقفهم، أما من اختار التهلكة فالفضاء مفتوح أمامه، وكلنا ثقة بأن صاروخاً واحداً في اتجاه أراضينا لن يبقي حجراً على حجر في «جحور» الحوثي ومن يدفعونه إلى نهايته.

Email