حلــم إبليــس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الحقائق تتكشف، فهذه مؤامرة متجذرة، أطرافها متعددة، تجمع بينهم أهداف محددة، وتستخدم للوصول إليها وسائل قد تبدو لنا متناقضة، وقد قلنا ذلك كثيراً، واستبعدنا فكرة الاتفاق، نظراً للاختلافات العقائدية والقومية، ولعنا مرض العصر المسمى بنظرية المؤامرة، فهناك كثيرون توترهم وتستفزهم الإشارة إلى «المؤامرة»، وإن دُعمت بالأدلة والشواهد، ولا ندري إن كان ذلك سببه جهلهم أو عدم تقييمهم الأمور، أو هي فقط المكابرة والإصرار على الإنكار.

عندما بدأت «عاصفة الحزم»، كانت هناك علامات استفهام كثيرة، فقد نظر الجميع إلى الحوثي وفلول علي صالح، وأبدوا استغرابهم لحجم التحالف العربي، اعتقاداً منهم بأن المسألة لا تستحق كل هذا الحشد العسكري، وجاءت الإجابات من قادتنا لتزيل سوء الفهم، فالذي يحدث في اليمن، مرتبط بما يحدث في شرق الخليج العربي، ومنصات الصواريخ كانت تقترب من الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، والهدف من كل ذلك، لم يكن إلا مكة والمدينة.

وعندما طفت أفعال قطر إلى السطح، برزت التساؤلات نفسها، ظن الجميع أنها مجرد ردة فعل على توفير البيئة الآمنة لمجموعة إخوانية، وتحريض الجزيرة، وتمويل الجماعات المثيرة للاضطرابات في بعض الدول، وكان المتسائلون يعتقدون أن مثل هذه الأمور، يمكن أن تُحّل بالطرق الدبلوماسية والعلاقات الأخوية، وليس بالقطيعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومرة أخرى، تأتينا الإجابات متتاليات، حتى نتبين حجم الكارثة التي تجسدها قطر ضد أمتها ومحيطها الخليجي، خدمة للمتآمرين.

واليوم تتضح الصورة، وتثبت قناة الجزيرة أنها ليست منصة للرأي والرأي الآخر، بل هي وسيلة تمرير أجندات المؤامرة الكبرى، ففي اليوم الذي يطلق فيه الحوثيون صاروخاً باليستياً تجاه مكة المكرمة، تطلق تلك القناة القطرية دعوة لتدويل مكة والمدينة، ليست مصادفة، ولكنها المرحلة الجديدة التي أوصلوا الأمور إليها.

قطر تسوق أحلام إيران، في العراق دعمت الحشد الشيعي بمئات الملايين، وفي سوريا رتبت مع إخوان النصرة للفرز الطائفي والمذهبي، الذي سيمكن إيران من ربط الممر الإيراني الواصل بين سوريا ولبنان والعراق حتى طهران، وفي اليمن، تكشفت خيانتها لقوات التحالف ودعمها الحوثيين بالسلاح والمال، والآن، تريد أن تطرح حلم الخميني وخلفه بتدويل الحرمين الشريفين، وهو حلم إبليس بالجنة.

Email