طهران والإرهاب والإخوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

علاقة إيران بالتنظيمات الإرهابية ليست جديدة، ولم تكن خافية على الأجهزة الاستخباراتية العربية والغربية، خاصة بعد اختفاء أسامة بن لادن وقادة تنظيم القاعدة بعد إسقاط حكم طالبان في أفغانستان، يومها كانت تقارير الأجهزة الأميركية وغيرها من الدول المعنية تتحدث عن لجوئهم إلى إيران، ولم يتحرك أحد حتى عاد التنظيم إلى أفغانستان وباكستان، وتم اصطياد بن لادن، وظهور أفراد عائلته عند أبواب السفارة السعودية بطهران!

التحركات الإيرانية المشبوهة تشمل دولاً عربية شهدت ولا تزال تشهد عمليات إرهابية، ومنها مصر التي بدأت تشهد الأحزمة الناسفة وسط مدنها، وهذه بدعة إيرانية ابتدعتها قبل أن يكون هناك شيء اسمه »داعش« ولو عدنا لثلاثين عاماً إلى الوراء سنجد السيارات المفخخة والأحزمة في بيروت يتلاعب بها مؤيدو إيران.

وكذلك الأسلحة المتناثرة في البلاد العربية، وهي تكفي لتحقيق الهدف الإيراني المرتكز على إحداث الفوضى ونشر الرعب بين الناس، وما يؤكد ذلك أن آخر خلية إخوانية إرهابية تم تفكيكها في مصر كانت بحوزتها أسلحة إيرانية.

شجعت إيران الإرهاب، وزودته بالسلاح، ومكنته في العراق وسوريا واليمن ولا نستبعد ليبيا، وامتدت يدها إلى قلب إفريقيا، من الصومال إلى مالي إلى نيجيريا، ومن خلال إرباك الدول تتوغل الخلايا الإيرانية، وتظهر فرقها العسكرية اليوم في البلاد الملاصقة، وغداً ستظهر لها ميليشيات في البلاد البعيدة.

من يتابع تسلسل الأحداث بعد عام 2011 سيجد إيران في كل بقعة برز فيها الإخوان، وسيتذكر الود الذي كان قائماً بين الذين حكموا بعض البلاد العربية من الإخوان وإيران، حتى إن محمد مرسي استقبل أول رئيس إيراني، وأرسل الوفود إلى طهران، وفتح للإيرانيين طريق الزيارات.

ومن خانته الذاكرة ننعشها له، نذكر بأن سجناء إيران في مصر، وأقصد أتباع حزب الله، تم إخراجهم من السجون مع قادة الإخوان، وتم تهريبهم إلى الخارج بواسطة العملاء براً وجواً خلال ساعات، وهؤلاء العملاء يتبعون إيران والإخوان وكل التنظيمات الإرهابية التي تمول وتزود بالسلاح لتحدث الفوضى.

Email