.. والمكنسة تردع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعاد أحد الأشخاص خبراً نشر العام الماضي في إحدى الصحف المحلية حول تعطيل الدراسة بسبب الأمطار، وبكل استهتار، ودون مراعاة للأضرار التي قد تلحق بعشرات الآلاف من العائلات وأبنائها نتيجة الإرباك الذي قد تقع فيه. أرسل الخبر المزيف إلى آخرين في مواقع التواصل، وهؤلاء بدورهم قاموا بإعادة إرسال الخبر إلى المشتركين معهم، فاضطرت وزارة التربية والتعليم إلى إصدار نفي لوقف تداعيات ذلك التصرف اللامسؤول من شخص مجهول !!

تلك واقعة حية لما يمكن أن تحدثه مواقع التواصل بالمجتمع، وهي قابلة للتكرار في المجالات كافة، وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها اسم صحيفة موثقة، فالكاذب يريد أن يصدق الناس ما يقوله فألقى إليهم بالطعم، وتلقفه الجهلة المتسرعون فأثاروا لغطاً وأحدثوا حالة من الفوضى، وجميعهم سيفلتون من العقاب!!

في الأسبوع الماضي كان الإعلان عن أول عقوبة مجتمعية ضد المستهترين بقيادة السيارات حدثاً سعيداً، ولا أبالغ إذا اعتبرته مكملاً لكل مشاريع السعادة التي نتطلع إليها تحت رعاية قيادات الدولة، فالردع وحصر التصرفات الضارة يحميان المجتمع، ويزيلان الخوف من التعرض لمواقف غير متوقعة في الشوارع وغيرها من الأماكن العامة. ونظرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للسعادة والأمان هي التي استحدثت عقوبة خدمة المجتمع، فكان نصيب الشبان الثلاثة، أبطال الاستعراض والتصوير لمواقع التواصل، أن يكونوا المثل بكنس الشوارع، وعدم الاكتفاء بإيقاع الغرامات وحجز المركبات.

ما يحدث في مواقع التواصل بحاجة إلى عقوبات رادعة، وتقنين عقوبة الخدمة المجتمعية أصبح ضرورياً، سواء بإضافتها إلى قانون العقوبات أو إصدار قانون خاص بها، فنحن لا نطالب بسجن كل من يسيء استخدام مواقع التواصل، ما عدا أولئك الذين يرتكبون جرائم وجنحاً منصوصاً على عقوبتها، إننا نتحدث عن مثل ذلك الشخص الذي زور خبر الإجازة المدرسية يوم الأول من أمس، وأيضاً كل الذين ساهموا في ترويج الخبر، هؤلاء إذا لم يردعهم التحذير والنصح تردعهم «مكنسة» و«جردل» بين جدران دورة مياه عامة.

Email