نهاية الوهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو أكذوبة، خيال مآتة صنعته الأيادي الخبيثة لإحداث حالة رعب في المنطقة، وقد نجحوا، وهاهم يفككون الوهم الذي أطلقوا عليه اسم «داعش».

في ساعات قليلة سقطت كل القرى المحيطة بالموصل في يد القوات الحكومية والكردية، واختفى »أبطال داعش« الذين قال عنهم المالكي وأعوانه يوم سلمهم ثلث العراق »الرجل منهم عن مئة مقاتل«، لم نرَ رجالاً يقاتلون، ولم نرَ رجالاً يصمدون، بل رأينا »أرانب« تهرب إلى الجحور، هذا إذا كانت هناك جحور وبقي هناك منتمون لذلك التنظيم الإرهابي داخل الموصل، ولم تجد القوات العراقية ومن معها أنفاقاً مفخخة، ولم تشتعل حفر البنزين، ولم تنفجر الألغام في الطرقات، ولم تطلق قذائف ثقيلة على القوات المهاجمة من ثلاث جبهات، هي فقط أسلحة خفيفة، وقناصة وانتحاريون.

حكاية »داعش« مثل حكاية »البالون«، لا يحتاج إلا لثقب بحجم »عين النملة« فيخرج منه الهواء، ويسقط وكأنه لم يكن، قلت لكم إنه وهم، ديته إرادة ودولة واتفاق الذين أغمضوا أعينهم ذات يوم، هم أنفسهم يبنون ويهدمون، هذه صناعتهم قد أدت الدور المطلوب منها على أكمل وجه فاستحقت التدمير.

لو لم تكن في العراق نوايا طائفية ومذهبية ما وجد »داعش« ملاذاً، ولو لم تكن في سوريا أطماع إقليمية ودولية ما توافرت بيئة ينطلق منها »داعش«، ولو لم تشرذم ليبيا بين القبائل والعشائر والتنظيمات الطامعة في حكم المناطق ما انتشر »داعش« وسيطر على العديد من المدن.

في مصر تماسكت الدولة فانهزم الذين فكروا في نقل الإرهاب إليها، وانحصر دورهم في بضعة تفجيرات وعمليات ضد مراكز الأمن، وفي تونس حافظت الدولة على حدودها، ومنعت فلول الإرهاب من دخولها، وكذلك الجزائر، وفي الدول الأخرى كل يوم تفكك شبكة داعشية قبل أن ترتكب جرائمها.

الدول الفاشلة هي التي تواجه الإرهاب المنظم والمدعوم، وهذا يبين لنا أن الإرهاب بتنظيماته ومسمياته المختلفة عملة واحدة لأولئك المتلاعبين بمقدرات هذه الأمة، ولو بحثنا جيداً عن المستفيدين من »بروز« داعش و»نهاية« داعش سنعرف من صنع الوهم وأطلق الأكذوبة!!

Email