المضحك المبكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يحدث في المنطقة هو ما يمكن أن يوصف بالمضحك المبكي، عندما لا تعرف من مع من تضحك، وعندما تعرف من ضد من تبكي، فإذا وجدت من هو ضد فلان في مكان ومع نفس هذا الفلان في مكان آخر تضحك وتبكي وتلعن «أبو السياسة» والأطماع وجشع الإنسان.

كانت تلك صفة المجانين فأصبحت لازمة للعقلاء، فهذا الذي يحدث حولنا غير معقول أو مصدق، لا حابل ولا نابل، لا عدو ولا صديق، لا مبدأ ولا قانون، ربما هو ثقب الأوزون، كما غيّر المناخ سلوكيات البشر، فنحن ما عدنا نعرف الشتاء من الصيف في بعض الأحيان، تتساقط الأمطار في غير أوقاتها، وتتحسن حرارة الجو في أغسطس، وترتفع في أوروبا، وتسقط ثلوج في غير أوقاتها، وتفيض أنهار بعد مواسم الفيضانات، والسبب ثقب في طبقة لا أعرف أين توجد، اسمها «طبقة الأوزون»، يقال إن الغازات المنبعثة من الأرض هي التي أحدثتها، غازاتنا الصادرة من استخداماتنا لوسائل الحضارة والتقدم والتطور.

مازلنا عقلاء، ولكننا لا نستوعب ما يحدث، تضحكنا مواقف، وتبكينا مشاهد، ويجتمع الضحك مع البكاء عندما نعرف أن روسيا تقاتل الذين يحاربون نظام بشار في سوريا، وأميركا تساند الذين تحاربهم روسيا، وطائرات روسيا عندما تقصف حلفاء أميركا تستأذن من أميركا، وإسرائيل تنسق مع روسيا عندما تريد أن تضرب مواقع بشار، وإيران تقاتل الذين تساندهم أميركا في سوريا، وأميركا تقاتل مع إيران في الموصل والفلوجة بالعراق، وروسيا تحرر مدناً من «داعش» وتترك «داعش» يتحرك بحرية ليحتل مدناً أخرى في سوريا، وأميركا تساند الأكراد في العراق، وتسمح لحزب الله باقتحام مناطق الأكراد في سوريا.

من صديق من؟ ومن عدو من؟

وكيف يتقاتل طرفان في أرض ويتحالفان في أرض أخرى؟

إنه المضحك المبكي، إنه تصرف عقلاء المجانين، فهذه ساحة يحدث فيها العجب، فالمتناقضات بكل أشكالها تراها العين فيعجز العقل عن استيعابها!!

Email