آسف يا زعيم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أعود للكتابة بعد وعكة بسيطة، شاءت الأقدار أن تكون العودة قبل مباراة النصر والعين بساعات، وهي مباراة لها بريقها الخاص من الزمن الأول، لا تعرف فيها من سيفوز ومن سيخسر، بصرف النظر عن المراكز والأحكام المسبقة، عموماً هذا ليس موضوعنا، فانشغالي بالدوري المحلي تقل أسهمه عندما يكون منتخبنا الوطني في مهمة، أو تكون أحد أنديتنا مشغولة ومنغمسة في دوري أبطال آسيا، ولما لم تسمح لي الظروف أن أقول كلمتي في مباراة العين والجيش القطري، تلك المباراة التي صعدت بالزعيم الإماراتي إلى نهائي دوري أبطال آسيا، وعلى الرغم من أن الجميع، ما شاء الله، قال أكثر مما أريد قوله، إلا أنني أحببت المشاركة من باب المحبة، أكثر منها من باب الإفادة، وأوجز ما يعيش بداخلي في النقاط التالية:

أولاً: إن هذا التأهل من شأنه أن يرفع معنوياتنا، ويعيد بسمة كانت قد غابت، ويعيد ثقة كانت قد اهتزت في إمكانات لاعبينا وقدرتهم على المنافسة في المواعيد الكبرى.

ثانياً: إن العين بالفعل يستحق أن تراهن عليه، فلقاء فريق بقوة الجيش أربع مرات في غضون فترة زمنية قصيرة يعتبر في مفاهيم كرة القدم شيئاً صعباً بل قاسياً، ولا تكون الغلبة فيه في نهاية الأمر إلا للأقوى، والأكثر قدرة على قبول التحدي!

ثالثاً: بصرف النظر عن الأخطاء البسيطة الفردية التي تحدث أحياناً دون قصد في لحظة سهو أو في غفلة، وهو أمر وارد، فإن العين كفريق يعلو ويتطور آسيوياً من مباراة إلى مباراة، وهذا هو بيت القصيد، وعندما تشاهد فريقاً ما في صعود راهن عليه ولا تخاف، ولا تراهن أبداً على من يتراجع أو يتقهقر!!

رابعاً: أبدي سعادة خاصة للمدرب الكرواتي الجنتلمان زلاتكو، فقد كنت أحد المساندين له وقت الأزمة، وأبداً لم أفقد ثقتي في قدراته رغم النقد اللاذع، وكنت أراه مجرد كلام فارغ، لا يستند إلى مرجعية تحترمها! هذا المدرب لعب بفكر جميل في المباراة الرابعة أمام الجيش فاجأ بها منافسه، عندما لعب بثلاثة محاور وجناحين ثابتين ودون رأس حربة واضح، وأجلس اللاعب دوجلاس وهو الوحيد المؤهل لهذا الدور على الدكة، وكان رأس الحربة يظهر وقت اللزوم للقادمين من الخلف، وكان عمر عبد الرحمن أكثرهم، لقد عرف المدرب كيف يحقق فائدة قصوى من عموري عندما حوله إلى لاعب حر، وهو المفهوم الذي تحبه هذه النوعية من اللاعبين المبدعين!

كلمات أخيرة

■ عندما يصل فريق للنهائي فهذا يعني أن المدرب أدى واجبه، أما الفوز بالبطولة فيتطلب كل الأدوار، إدارة ولاعبين ومدرباً وجماهير.

■ رغم أنه العين، إلا أن لكل واحد دوراً يؤديه، وعندما تتكامل الأدوار تحدث الإنجازات، أما إذا لعب شخص واحد كل الأدوار مهما كانت قدراته فلا تأمل خيراً، وقديماً قال الإنجليز، رأسان خير من رأس واحد!

■ لا أنصح العين لكني أذكره بأن يعتني بنفسه قبل أن يحين موعد النهائي، فكل مباراة في الدوري المحلي هي بروفة، يعني منتهى الجدية والرغبة الدائمة في الاستزادة والترقي!

■ أجمل ما فيك يا زعيم أنك تتعلم من أخطاء الماضي، وأخطاء غيرك، أنا أراهن عليك، وأبدي اعتذاري عن التأخير، لا أراك الله مكروهاً.

Email