أحترمك ولا أخافك !

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا وقع في نفسك الخوف فلا تلومن إلا نفسك !

ما تعودنا أن نخاف بل نحترم، الأول طريق للهلاك، والثاني طريق للانطلاق !

يوم أن تسرب الخوف إلى نفوس لاعبي الأهلي من فريق جوانزهو الصيني في مباراة الذهاب لنهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم وكانت على ملعبنا، فقد اللقب.

لم يشفع له أنه استعاد شجاعته وعرف خطأه في مباراة العودة، رغم أنها كانت على أرض الخصم، فقد كانت الطيور قد طارت بأرزاقها، ففارق كبير أن تبني حساباتك على مباراتين فيكون عندك سعة، عكس ما تبنيها على مباراة واحدة، إذ ربما لا تسعفك حتى لو كنت الأفضل وهذا ما حدث بالضبط للأهلي.

أقول هذه القصة الحقيقية لمنتخبنا الذي يلاقي اليابان في الثانية والنصف من ظهر غد في طوكيو في أولى مبارياته بالدور الحاسم والأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم بموسكو 2018. أقول هذه، لأحرضه على الشجاعة، شجاعة الموقف، الشجاعة الحقيقية النابعة من الداخل، وليست تلك المصطنعة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع !

نحترم اليابان، نعم، فهذه أولى مدخلات النجاح وتحقيق الهدف، دونما خوف أو وجل، ودونما تحسب من خسارة حتى لو وقعت، فلن تتسبب في خروجنا، فالطريق طويل وممتد، تلعب مرة في بلدك، ومرة أخرى في بلد المنافس، ويتكرر ذلك 10 مرات مع 6 منتخبات هي اليابان وأستراليا والسعودية والعراق وتايلاند.

هناك في مثل هذه التصفيات الطويلة والصعبة على الجميع دونما استثناء، قاعدة تقول: «إذا كنت تريد التأهل لكأس العالم مباشرة، إما أول المجموعة وإما ثانيها، عليك أن تفوز على ملعبك، وتخطف أكبر عدد من النقاط من ملاعب المنافسين».

بالتأكيد، ما تقدم ليس تمهيداً للخسارة، بل تطميناً للنفوس، وتحفيزاً على الأداء الشجاع دون تفكير سلبي لو تمكن منا سيؤذينا !

المنتخب أخرج اليابان من بطولة آسيا العام الماضي في أستراليا وحرمها من الدفاع عن لقبها الذي أحرزته في نهائيات 2011، وبالمناسبة كان المنتخب الياباني في عزه في أستراليا، وتسبب منتخبنا في انتكاسته، وهو لا يزال فيها حتى الآن !

آخر الكلام

Ⅶمنتخبنا، ليس بالمنتخب الهين ولا السهل، أنت ثالث آسيا حتى الآن، ولم ينتزع منك أحد الميدالية البرونزية التي حققتها وكانت مثار فخر واعتزاز.

Ⅶ يتحدثون عن الثأر ورد الاعتبار، دعهم يتحدثوا، إذا لم يتحدثوا عن ذلك، فعن أي شيء آخر سيتحدثون !

Ⅶ ليس معنى الشجاعة التي نتمناها التهور بالطبع، بل على العكس الحذر هو الأقرب دونما مبالغة، نعم نسعى للفوز المباغت وهذا حق مشروع، لكن التعادل سيكون بالتأكيد نتيجة مشبعة ومرضية.

Ⅶ في كل الأحوال ليس مطلوباً منك سوى تأدية واجبك على النحو الأكمل، وعندما تفعل ذلك لن يلومك أحد، ولا تنس أن لدينا مباراة مع أستراليا بعد ساعات قليلة من لقاء اليابان، وهذا يعني أن تعود بمعنويات تعينك على القادم، الله معك.

Email