نصف الجرأة لا يكفي !

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أريد أن أقول إما أن تكون جريئاً أو لا تكون !

أعلم أننا لم نصل في الرياضة إلى هذا المفهوم بعد، غير أنني على يقين أن الذي لا نأخذ به اليوم سنأخذ به في الغد، طوعاً أو كرهاً !!

في العام 1986 أيام كان يدعونا المدرب البرازيلي كارلوس البرتو إلى البدء فوراً في انتهاج أسلوب الاحتراف الكروي، كنت أحد الذين سبقوه، كنت لا أمل من المطالبة حتى فاض الكيل عند الناس !

لم تكن فراسة قدر ما كانت استشرافاً لطبيعة الأشياء وكلمة الزمن، الذي أصبح يرفض عالم الهواية لكونه لا ينسجم مع الإيقاع الجديد، الذي إذا أردت فيه أن تكون بطلاً خارج حدودك، فلا مجال أمامك إلا الدخول في عالم آخر، لا يترك شيئاً للصدفة، ولا مكان فيه حتى للاجتهادات، عالم يتحدث لغة جديدة غير التي تتحدث بها، وعليك أن تتعلمها ثم تتقنها، إذا أردت أن تشاركه !

لم يسمع أحد النداء، ضاعت السنون سدى ولم نستفق إلا بعد زمن طويل طويل امتد حتى العام 2008، أي أننا لم نتجاوب إلا بعد أضعنا ربع قرن من عمرنا، كانت فيه الطيور قد طارت بأرزاقها وفرضت علينا أن نكون من الملاحقين والمطاردين !

حكاية أبناء المواطنات والاعتراف بمشاركتهم في دورياتنا ونشاطنا الرسمي هي من نفس الصنف الذي أخر الاحتراف ربع قرن !!

نسمح لهم أولاً بالمشاركة في البطولات السنية، ثم على استحياء تقرر الجمعية العمومية لاتحاد الكرة أمس الأول ترقيتهم درجة ليشاركونا في دوري الهواة !

السؤال البديهي ولماذا لا يشاركوننا أيضاً في دوري المحترفين؟ وهل المبدأ يتجزأ ؟!

والأكثر من هذا، لماذا فقط أبناء المواطنات ؟ ولماذا لا نستغل طاقات موهوبة من مواليد الإمارات، نتبناهم منذ الصغر إلى جانب إخوانهم أولاد البلد بأسلوب معروف ومجرب لدى الدنيا كلها، إنه طريق صناعة الأبطال منذ نعومة أظفارهم، وهذا سيتعدى كرة القدم إلى الميداليات الأولمبية التي نريدها فخراً وعزاً وعلماً، عندما تربي ابن البلد أو ابن المواطنة أو مواليدك من أبناء العروبة، سيكونون كلهم أبناء بلدك، غيرة ومحبة وولاء واحتراماً، ولن يستطيع أحد أن يغمز أو يلمز أو حتى يتنفس !

كلمات أخيرة

لاعب واحد أجنبي في دوري الهواة، عقبال المحترفين الذين أكلوا الأخضر واليابس ليس ما لاً فحسب، بل الأخطر هو حجب الفرصة عن أبناء البلد، وعليك أن تفكر ولو لثوان معدودة، ماذا بعد مرحلة مبخوت وخليل !!

قصدت مبخوت وخليل لأن الإحصاءات مرعبة في اتجاه التعاقد مع المهاجمين فقط في معظم الأندية إلا فيما ندر !

يقول الباحث والإعلامي منصور عبد الله، تعاقدنا منذ زمن الاحتراف مع 425 لاعباً أجنبياً منهم 189 مهاجماً، بمعدل 23,6 مهاجم جديد كل موسم !

المهاجمون المواطنون الذين سجلوا 10 أهداف أو أكثر خلال مواسم الاحتراف الثمانية، لا يتجاوزون 8 لاعبين في مقابل 99 أجنبياً !!

الدنيا لا تنتظر أحداً ونصف الجرأة لا يكفي !!

Email