الرؤساء لا يفعلون هكذا !

ت + ت - الحجم الطبيعي

بداية أقول إن الرئيس الذي أعنيه تولى زمام الأمور في بلده منذ العام 1987 ومازال يحكم حتى الآن، عمره، ولا تندهش، بلغ 92 عاما، ولا تندهش أكثر إذا علمت، أنه قال على الملأ، أنه سوف يستمر في الحكم حتى يبلغ عامه المئة !!

لا مانع من الاستمرار إذا كان رئيساً استثنائياً يقود بلده نحو المجد والازدهار في شتى الميادين، وليس رئيسا توصف سياساته وإصلاحاته بالفشل الدائم !

أتحدث عن رئيس زمبابوي روبرت موغابي الذي ألقى بكل الرياضيين وأعضاء الوفد الذين مثلوا بلاده في أولمبياد ريو 2016، في السجن، بسبب عودتهم دون ميدالية، وطالبهم بتعويض الأموال التي صرفتها عليهم الدولة، لأنهم حسب قوله «خذلوها وبذروا أموالها» !

والأكثر من ذلك قال الرئيس في خطاب للأمة: «هؤلاء فاشلون وجرذان.. وإذا لم يكونوا قادرين على التضحية أو الحصول على ميدالية من نحاس أو من الزنك، مثلما فعل جيراننا في بتسوانا، فلماذا ذهبوا» !!

وقال أيضا إنه سيذهب إلى قرار يقضي بأن يعوض هؤلاء الرياضيون الدولة عن الأموال التي بذروها هناك، حتى لو تطلب الأمر عشر سنوات لتسديدها «!!

الأمر المؤكد أنها تصريحات، بل تصرفات، تدعو إلى الدهشة، فليس هكذا يفعل الرؤساء !

الرؤساء لا ينتقمون !!

الرياضة، في كل معانيها وكل قواميسها، تقوم على مبدأ الروح الرياضية والتنافس الشريف.

الرياضة، ستظل إلى الأبد بوجهين، هما الفوز والخسارة، من يفز يفرح، ومن يخسر يتقبل، وفائز اليوم هو خاسر الغد، والعكس صحيح.

من الجائز جدا أن تتوفر المواهب، ويكون الاستعداد على أحسن ما يكون، وعلى الرغم من ذلك لا تفوز، لحسبة بسيطة جدا، لم تكن في الاعتبار، هي أن منافسك أقوى منك !

للرئيس الحق في أن يحاسب ويحقق، بل هذا هو المفروض مع كل إخفاق في أي مكان بالدنيا، وعندما يثبت أن هناك تقصيراً، عليه أن يعاقب، حسب نوع التقصير، أما أن يتصرف هكذا، لمجرد أن الدولة الجارة قد أحرزت الميداليات دون بلده، فهذا تصرف خارج عن الأعراف وعن الأصول، ولا يليق بأي مسؤول، فما بالك بالرؤساء، الذين هم الملجأ والملاذ، لكل من يشعر بالظلم أو التجاوز !!

كلمات أخيرة

Ⅶكثيرون يطالبون المسؤولين في الإمارات ضرورة التحقيق في إخفاق معظم الألعاب المشاركة في ريو، شخصياً مع الرقابة والمحاسبة، لكن من الإنصاف أن نقول نحاسبهم على ماذا ؟ هل الميدالية الأولمبية شيء بسيط، حتى نطالب به، وكأنه كان في أيدينا وخطفوه منا !

Ⅶقبل أن نطالب بميدالية أولمبية علينا أن نعمل لها، ونعمل لها هذه، تحتاج وحدها إلى عشرات المقالات !

Ⅶقبل أن تحاسبوا اللاعبين الذين لم يحققوا حتى أرقامهم الشخصية حاسبوا الرياضة التي لا تحكمها سياسة محددة، ولا أهداف واضحة، نحن أيها السادة في الرياضة أقرب» لحارة كل من إيده له " !

Email