كأس وبطلان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبقى كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم دائماً وأبداً، لها مذاق خاص.

فبالإضافة إلى كونها إحدى بطولات الموسم الكبرى، هي في الوقت نفسه، تحمل اسم رئيس الدولة، وهي شرف يعتز به ويفخر كل من يحملها ويفوز بها.

أكثر علامات الإثارة التي تميز نهائي هذا الموسم، الذي تستضيفه مدينة زايد مساء اليوم، أنه يجمع فريقين يلتقيان فيه لأول مرة، هما العين والجزيرة، وهذا في حد ذاته، يحمل كماً كبيراً من التشويق والغموض والإثارة، ناهيك عن المكانة الفنية التي يحتلها الفريقان في كرة الإمارات.

يعلم عشاق كرة القدم، أن المباريات النهائية للكؤوس، لا تعترف مطلقاً بالقوي والضعيف، فلا تكهنات تصلح معها ولا توقعات، فهي دائماً وأبداً في وادٍ، والأحكام المسبقة في وادٍ آخر، النهائيات أشبه، إذا جاز التعبير، بجزر منعزلة، فهي لا تحتكم إلا للحظة والظروف المحيطة بوقت المباراة.

وإذا كانت مقولة لكل مباراة ظروفها، تعتبر قيمة أصيلة في المنافسات، فهي قيمة تبدو مطلقة في نهائيات الكؤوس، بدليل أن الفرق التي لا تسمع عنها، من الممكن أن تسمع عنها فقط في مباريات الكؤوس، وكم من فريق مغمور، لم يعرفه الناس إلا من خلال كأس!

ولمن يحب التعرف إلى آخر مستجدات الفريقين، أبدأ معه بالجزيرة، فقد كان طوال الموسم فريقاً آخر لا نعرفه، تخبطات في كل الاتجاهات، وحسابات أثبت الواقع أنها غير دقيقة، لا سيما في استعادة مدرب صنع بطولات في زمن، وأردنا أن نستنسخه في زمن آخر، ولما كان ذلك لا يجوز، فقد فشل!

ضاعت على الجزيرة أوقات كثيرة، حتى ساعدته الظروف على استعادة جانب من نفسه مؤخراً، وكان ذلك في مسابقة الكأس، ومن حسن الحظ، أن يبلغ الفريق مرتبة جديدة، عندما تفوق على نفسه، فتفوق على الأهلي في مباراة المحطة قبل الأخيرة، لم يكن التفوق كما قالوا «مبخوت»، بل في مَنْ أوصل مبخوت!

أما العين، فلم يكن في هذا الموسم يملأ العين، لأول مرة في زمن الاحتراف، يفقد صدارة الدوري فيخسره!، وفي دوري أبطال آسيا، كاد أن يتكرر المشهد، لولا أنه استرد صورته البراقة في وقت الأزمة!

أظهر العين معدنه الحقيقي وقوته الغائبة أمام فريق ذوب أهن الإيراني في أصفهان، وعندما يظهر المعدن الحقيقي، فلا تسل!

العين يلعب واحدة من أفضل مبارياته في السنوات الثلاث الأخيرة، سرعة أداء لا تجارى، تمريرات دقيقة وحاسمة، رغم الضغط، تحولات استثنائية ما بين الدفاع والهجوم، قوة إرادة وتصميم وروح، سيطرة كاملة وقوة شخصية، فكانت النتيجة، هدفان نظيفان، وتأهل لدور الثمانية، والأهم من كل ذلك، استعادة حقيقية لمشهد الفريق البطل القادر على تكرار إنجاز 2003.

كلمات أخيرة

النهائي إذن بين فريقين يستعيدان البريق في الخواتيم، من أجل ذلك، يزداد الموقف غموضاً، وترتفع معدلات الإثارة!

فريق يهزم الأهلي وهو الأقوى هذا الموسم، يستحق أن يكون بطلاً!

وفريق يستعيد كل فنون اللعبة في الموقف الصعب وفي المكان الصعب وفي البطولة الأصعب، يستحق هو الآخر أن يكون بطلاً!

كلاهما، الجزيرة والعين، في أمس الحاجة للقب الكبير، هنا تتجسد كل ملامح المباراة، ويتجسد الصراع الكبير الذي تنتظره الجماهير في ملعب المدينة اليوم، حقاً، كأس واحدة وبطلان!

Email