ملحمة بطولية للأزرق العنيد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدم النصر الإماراتي، العميد، الأزرق العنيد، ملحمة بطولية أمس وقهر تراكتور الإيراني وجماهيره واستفزه!

قهر الفريق الذي جن جنونه بعد الهزيمة المذلة في دور الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف، قهره عندما سجل نجم النجوم سالم صالح هدفاً في الدقيقة 16 من الشوط الأول، وهو الهدف الذي انتهى به الشوط الأول، وأعطى الفريق قدرة على مواجهة المعركة الشرسة التي حدثت في الشوط الثاني، رغم الأهداف الإيرانية الثلاثة، وكان ذلك متوقعاً من المشهد المرعب الذي أحاط بالمباراة في الملعب ومن خارجه، حيث صورة الجماهير التي كانت أكثر جنوناً من اللاعبين!

انتقل النصر إذن إلى دور الثمانية الكبار على مستوى قارة آسيا لأول مرة في تاريخه بعد هذه الملحمة البطولية التي لم يكن فيها النصر فقط عنيداً كعادته بل كان شجاعاً لم يرهب الموقف الصعب، لم يرهب الثمانين ألف متفرج الذين ضاق بهم الملعب الإيراني، ولم يبال بكلمات المدرب الإيراني الاستفزازية قبل المباراة، ولم يبال بهذيان الجماهير الذي توعدته وحاولت إرهابه!

من الدقيقة الأولى كنت تلمح الإصرار والعناد الإماراتي، من الدقيقة الأولى كنت تلمح الروح القتالية عندما تتجسد في أحسن حالاتها، ليس هذا فقط بل كنت تلمح هذا الأداء الممهور بالتركيز والفهم لمتطلبات الموقف الصعب، ليس مجرد دفاع، بل أدوار متعددة لكل اللاعبين، من أجل إعادة الهجمة وشن الغزوات بدقة وسرعة للتهديد من ناحية.

ولتخفيف الضغط عن مرماهم من ناحية ثانية. نعم تغير المشهد في الشوط الثاني نظراً للضغط الرهيب من الفريق المنافس، والتراجع الكبير من النصر لحماية المرمى وعدم تمكين تراكتور من تسجيل الهدف الرابع، وقد كان، بعد مباراة جبارة تزيد خبرات النصر سنوات، وتعطيه الحق في أن يطمع لتجاوز دور الثمانية.. مبروك.

ومن ملحمة النصر بالأمس إلى تحدي العين اليوم، حيث يواجه الزعيم الإماراتي فريق ذوب أهن في مدينة أصفهان في نفس الدور الآسيوي، وهو لقاء العودة، بعد أن انتهى لقاء الذهاب بالتعادل هدف لهدف بمدينة العين، وهي النتيجة التي تضع الفريق الإماراتي أمام تحد صعب، إذ لا بد له لكي ينتقل لدور الثمانية، إما أن يفوز بأي نتيجة، أو يتعادل بأكثر من هدف.

الأمر كما يبدو ليس هيناً، لاسيما في ظل قوة الفريق المنافس، لكن الذي يعطيك إشارات إيجابية، تلك التصريحات التي أدلى بها المدرب زلاتكو في المؤتمر الصحافي بالأمس، فقد أكد أن فريقه يستطيع، وأنه لن يبحث ولن يقدم أعذاراً مسبقة، ولن يشتكي من الإجهاد الذي يلاحق لاعبيه، بل كان جميلاً منه أن يقول إن الفرق الكبيرة لا تشتكي، واختتم المدرب كلامه بقوله سنكون اليوم ضمن الثمانية الكبار لقارة آسيا.

كلمات أخيرة

كنت أتمنى أن يكون هناك ترويج إعلامي أكبر للكتاب الذي يؤرخ لحياة أحمد عيسى، والذي صدر مؤخراً بعنوان الكابتن، فتاريخه ممهور بتاريخ منتخب الإمارات والنادي الأهلي، لاسيما في البدايات الأولى، فقد كان أول كابتن لهذا وذاك، عموماً تهنئة خاصة بهذا الإصدار الذي لم نره بعد.

ولن أنسى برقية أحمد عيسى عندما صدر كتاب »كرة الإمارات من الجذور إلى العالمية«، كأول موسوعة ترصد تاريخ كرة الإمارات، قال فيها: »الآن فقط أصبح لكرة الإمارات تاريخ بين ضفتي كتاب«، ونحن نقول له، »الآن فقط تاريخ الكابتن أصبح بين ضفتي كتاب«.. مبروك بو محمد.

Email