أفسح صدرك!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلم من ناحية المبدأ أنها مفارقة غريبة، ومن أراد أن ينسف العملية الانتخابية لاتحاد كرة القدم مستشهدا بهذه المفارقة فسوف يجد آذانا صاغية!

كما تعلمون أن المفارقة تكمن في كيفية الفهم بأن مجموعة من الهواة تدير الاحتراف ومن بوابته الرئيسية في اتحاد كرة القدم!

كنا قبل ذلك نقول في المطلق إنه من غير المناسب أن يدير الاحتراف مجموعة من الهواة، كان هذا القول ينطبق على الجميع، أي على المشهد العام، لاسيما في الأندية، فما بالك أن ينتقل ذلك رسميا إلى سدة الحكم الكروي في اتحاد كرة القدم!

هذه المفارقة يتحدث عنها الجميع بعد مفاجآت الصندوق الانتخابي الذي جاء بـ7 أعضاء من أندية الهواة في مقابل 6 من الأندية المحترفة، وتزداد المفارقة إذا علمنا أن عضوين جاءا من أندية لا تشارك حتى في دوري الهواة، في مقابل غياب أندية رئيسية وبطلة في منظومة الاحتراف وكرة الامارات، أمثال الأهلي والجزيرة والشارقة والشباب والوصل!!

وفي الوقت الذي يؤكد فيه كثيرون أن هذه نقطة ضعف لا جدال فيها، يهمني أن أقول باختصار إن لذلك سببين رئيسيين: الأول أن هذه الأندية تنتفض وتنتقم، والثاني أنها آمنت أخيرا بأن قوتها في تجمعها، وأن مصالحها لا بد من أن تنتزعها بنفسها وألا تنتظرها من الغير !

وإذا اعتبر البعض أن ما جاء به الصندوق يوضع في خانة نقطة الضعف فهناك من يرى عكس ذلك، فقد آن الأوان لكي ندرك أن تقوية ساعد كرة الامارات لن يأتي إلا من عند هؤلاء، لا سيما إذا علمنا أن هؤلاء يصل عددهم إلى 20 ناديا من أصل 34 كان لهم حق التصويت ولم يكن لهم حق ممارسة كرة القدم كما يمارسها الآخرون!!

شخصيا لا تهمني كثيرا هذه الجزئية، فكم من الأعضاء السابقين لم يكن فاعلا، وكم منهم كان هاويا، ثم إن الهواية لا تقاس بالشخص، تقاس بثقافة مجتمع، وفي هذا الإطار كلنا هواة يا صديقي، إلا من رحم ربي، فلازال الكثير منا لا يعرف من الاحتراف سوى وجهه القبيح!!

كلمات أخيرة

من الطبيعي أن تبدأ النصائح من هنا وهناك تستهدف المجلس الجديد على وجه العموم والرئيس ابن غليطة على وجه الخصوص، وأرجو منك أن تفسح صدرك، فكل من ينصح ليس وصيا، وكل من ينتقد ليس رافضا، وأنت مع الأيام ومع التجارب ستكون قادرا على الفرز بشكل دقيق !

تطور كرة القدم في كل زمان ومكان لا يحكمه فقط المبنى والهيكلة، المسألة أعقد من ذلك بكثير، فالملعب في الرياضة هو صاحب الكلمة الأولى وهو أساس القضية، ويا ليت الرياضة تحكمها فقط القرارات والآليات والنظم، لو كانت كذلك كنا قد ضغطنا على «الزر»، وانتهى الأمر!

أقول ذلك بمناسبة فكرة الـ100 يوم، ولي فيها عودة، فلماذا الـ100؟! هل بعدها سنذهب إلى كأس العالم مثلا؟ خذ وقتك يا سيدي ولا تتعجل، فليس من ورائك من يحمل كرباجا!!

كل عمل تظهر نتائجه داخل الشركة والمؤسسة محسوب ومحكوم إلا كرة القدم، نتائجها مرهونة غالبا بأقدام اللاعبين!

إذا كانت هناك ممارسات ظلامية خاطئة فلا ذنب لمروان فيها، يكفيه الشجاعة والرؤية، ولا ذنب للسركال فيها فقد خرج بإنجازاته من الباب الأمامي الواسع مرفوع الرأس.

Email