"إنفانتينو" الإمارات!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي أروع المعارك الديمقراطية في تاريخ رياضة الإمارات.

انتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بمقر الأرشيف الوطني بأبوظبي، صباح أمس، مجال فخر واعتزاز. فخر بالمسار الديمقراطي في أبهى صوره، واعتزاز بهذا الحراك الناضج الذي اختصر الزمن، وحولنا من أناس حديثي العهد بالتجربة إلى أناس كأنهم يمارسونها منذ مئة عام أو يزيد!

منافسة شرسة على كل المقاعد، ابتداء من منصب الرئيس، مروراً بالنائبين، وصولاً إلى الأعضاء، على امتداد 6 ساعات كاملة، كانت أروع في إثارتها من مباراة بين العملاقين برشلونة وريال مدريد!

فاز المهندس الشاب مروان بن غليطة، على الخبير الدولي يوسف السركال ضارباً عرض الحائط بكل تكهنات المراقبين، وبفارق 4 أصوات كاملة، لتنتصر إرادة التغيير على فلسفة الاستقرار، ولتنتصر روح الشباب الوثابة على النضج والخبرات.

إنها الانتخابات، عالم خاص جداً، لا يعترف إلا بالعلاقات والتربيطات، لا يعطي سره إلا للصندوق، أحياناً يلتقط إشارات معينة، إشارات ذكية تلعب على الوتر الحساس، على لغة المال، لغة العصر وكل عصر، لغة تحولت فيها كرة القدم من هواية حلوة، إلى صنعة وحرفة وأكل عيش!

في انتخابات الاتحاد الدولي الأخيرة حول السويسري إنفانتينو الدفة بكلمة ذكية، تدغدغ المشاعر »5 ملايين دولار لكل اتحاد وطني في مشارق الأرض ومغاربها، إذا نجحت«، وعلى نهجه سار مروان »25 في المئة من ميزانية الاتحاد لصالح أندية الهواة إذا نجحت«!

ولما كان 20 نادياً من أصل 34 يعانون، صادفت الكلمة »الهوى«، فكانت أحد أسباب التحول الكبير من يوسف إلى مروان!

وعلى الرغم من أن السركال المعروف بذكائه التقطها على الفور، وعرف خطورتها، وأطلق مبادرة مضادة قوامها 35 مليوناً من دعم تسويقي، إلا أن مفهوم »عصفور في اليد« كانت له الشفاعة، فقُضي الأمر!

من كان يصدق أن أندية الهواة هي التي تحسم المعركة الانتخابية، وهي التي تقود وتفرض التغيير الكلي، لتأتي بالرئيس، وبالنائبين، وبأغلبية الأعضاء، بعد أن كانت في السابق تُؤمَر فتطيع!

من كان يصدق أن يختفي »الهوامير« فلا يوجد مكان للأهلي وهو البطل، ولا مكان للوصل العريق، ولا مكان للجزيرة، حتى لو كان يلعب برأس الحربة اسمه عبد الحميد!

إنها ثورة التغيير التي لم تبق ولم تذر، الكلمة العليا للهواة في زمن الاحتراف! لا تستبقوا الأحكام، لا أحد يدري، إنها تجربة جديدة فريدة بأمر الصندوق!

كلمات أخيرة

دائماً وأبداً أنا مع الشرعية، أصدقائي في القلب، لكني أمد يدي المتواضعة للأخ مروان، فمساندته واجب وليس منة، إنه حق الوطن قبل أن يكون حق الأشخاص.

لا أشك لحظة واحدة في كفاءة يوسف، فقد كان سليل البطولات وصانعها، هو في عز عطائه ونضجه، لكن العزاء في أن المقعد ذهب لرجل ناجح، يملأ العين ويدفعك للاحترام.

أشد على أيدي لجنة الانتخابات، برئاسة الرائع محمد العامري وكل مساعديه، فهم، قدرات، إنجاز، دقة وسرعة، أنا من المعجبين!

روح جميلة، وتهنئة حية من الخاسر إلى الفائز، واجتماع فوري للمجلس الجديد، ووصية مهمة للجمعية العمومية، مشاهد تسر الخاطر يا أبناء الامارات.. مبروك.

Email