ملحق الأحلام !

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من العدل أن نذبح فريقاً، وننتقده حتى الإحباط لمجرد أنه خسر مباراة أو مباراتين أو أنه تراجع بصورة لا تتناسب مع اسمه أو مكانته!

يحدث ذلك كثيراً في كرة القدم وليس بدعة!

والغريب أننا نفتح كل الملفات فجأة، وكأن ساعة الحساب قد حانت لمجرد خسارة مباراة، وربما لا يكون الأمر أكثر من أن الفريق المنافس كان الأفضل أو كان الأقوى مثلاً!

أشعر أحياناً ونحن نفتح ملف اتهام الإدارة مثلاً في مباراة ليس فيها إلا اللاعبون والمدرب، أننا نكون في مقام التهريج والإسفاف لمجرد ملء مساحات، أو تعبئة وقت!

لعل ذلك قبل أن يكون إساءة غير مبررة، وغير مشروعة، هي إساءة لكل من يقوم بهذا الفعل بوعي أو من دون وعي!

أعلم أنني لو تركت نفسي في هذا الجانب لما انتهيت، وأعلم أيضاً أنه ليس من العدل أن تأتي بلاعب مطرود من فريق ما لكي يتحدث عن الصواب والخطأ، ويكشف أسراراً نسعد بها سعادة البلهاء، والغريب أن تأتي هذه الأسرار في يوم فرح!

عموماً سأترك هذه الهواجس وغيرها، فهي لا تنتهي، فالتهريج يسيطر على المشهد بصورة غير مسبوقة، وسأذهب ناحية الملحق الآسيوي فهو الأولى بالحديث الآن، فالشباب يلعب أمام بونيودكور في طشقند، والجزيرة يلاقي السد القطري في أبوظبي.

واللافت للنظر أن الجزيرة والشباب معاً ليسا كالمعتاد، وهذه بالمناسبة ليست نقيصة كما يصورها البعض، بل هي أشياء عادية في كرة القدم، وتقديري أن الملحق الآسيوي فيه فرصة مواتية لتغيير المزاج الكروي الذي أحياناً لا يكون على ما يرام، فالبطولة مختلفة، والمذاق مختلف، والدافع متغير.

الشباب، في طشقند عاصمة أوزبكستان، هناك في الصقيع، وهي أجواء لم نعتدها، لكنها منعشة في الكرة، والشباب سبق له قبل عامين الفوز هناك على بختاكور، وربما يكون أكثر بأساً من بونيودكور، وعموماً الفرصة مهيأة، فالدوري الأوزبكي لم يبدأ بعد، ونحن أكثر جاهزية.

الشباب ليس في حالته المعتادة، حيث يحتل المركز السابع تقريباً، وكل هذه البطولات قد تعيده، فليس هناك أشياء تعيبه، فلا تعاب الإدارة ولا المدرب ولا اللجان لمجرد عدم التوفيق في اختيار لاعب محترف مثلاً، وأي ناد مهما كان مُعرّضٌ لذلك، فكرة القدم رياضة بلا نظريات صارمة، كل شيء فيها قائم على وجهات نظر.

الجزيرة، ربما كانت معاناته أكبر من الشباب، فهو يمر بمرحلة انعدام وزن، وظني لأنها لن تستمر كثيراً، فهو ناد قوي يملك الإمكانات، ويملك القدرة على العودة السريعة.

نظرية تغيير الجلد، أو بناء فريق جديد من الناشئين لم تصبح نظرية دقيقة في زمن الاحتراف، فعندما تمتلك الإمكانات المادية الكبيرة على غرار الجزيرة تستطيع أن تنجز مهمة خلق فريق قوي في زمن قياسي.

كلمات أخيرة

■الجزيرة، لا أعتقد أنه فريق هبوط، كما أوهمونا بالباطل، فهو قادر على تحقيق الفوز على أي فريق دونما أن نقول عن ذلك مفاجأة، حتى لو كان في أسوأ حالاته!

■لن أتعجب مطلقاً إذا رأيت الجزيرة بوجه آخر في الآسيوية اعتباراً من مباراته الصعبة اليوم أمام السد القطري، فكثيرة هي المرات، التي انطلقت منها فرق في الآسيوية رغم سوء الحال في البطولات المحلية، من بين هؤلاء فريق السد نفسه، فقد فاز بالبطولة الآسيوية من قبل منطلقاً من ملحق، كما حاله اليوم وحال منافسه الجزراوي!

■ما يحدث من جرأة في مواقع التواصل الاجتماعي، وضع الصحف وحتى الفضائيات في الدرجة الثانية!

Email