صدارة لمدة ساعة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت صدارة الأهلي للدوري من النوع الرهيب رغم أنها لم تستمر أكثر من ساعة!

فاز على الوصل بطريقة السهل الممتنع، رغم أن الوصل في أحسن فتراته، واعتلى قمة الدوري، وأطلق صيحات الخطر، فإذا بها تصيب العين قبل أن تبدأ مواجهته الصعبة مع الوحدة، الذي يتصاعد بشكل لافت مع الداهية المكسيكي أغيري!

انعكاسات صدارة الأهلي تصيب فريق العين بالرعب في دقائق الشوط الأول، ولأن الوحدة لم يصبح هيناً، ولأنها مباراة الموسم بالنسبة له، فقد انتهز الفرصة، وسيطر واحتكر وسجل وتقدم!

ولأن مثل هذه الأمور أشبه بالشيء العارض، فمن الممكن الفكاك منها، لا سيما إذا كانت لديك القدرة، ولأن العين يقدر، ولأنه في «فورمة» بطل هذا الموسم، فقد أزال العارض على وجه السرعة في الشوط الثاني من المباراة، تملك نفسه، واستغل مهارات نجومه الاستثنائية، وتعادل ثم فاز، في مشهد مثل مواكب الفرح، في مشهد، أشبه بمشاهد تحقيق البطولات الكبرى!

لا عيب مطلقاً في أن يتأثر فريق، وتنتابه لحظات كدر كروي، إذا جاز التعبير، عندما يتقدم منافسه في صراع محموم على اللقب، مثلما هو صراع هذا الموسم، نعم لا عيب، فمثل هذه الأمور تحدث لا إرادياً، ولا يستفيق منها اللاعب إلا بصدمة، تماماً مثلما حدث من تفوق الوحدة لعباً ونتيجة في الشوط الأول، فكانت هدنة الشوط الثاني بكل ما فيها، من لوم الغير، ولوم النفس، كفيلة باسترداد العقل الكروي الشارد ناحية ما حدث في دبي!

ستظل المنافسة في دوري هذا العام بطعم آخر، طعم العين والأهلي ولا ثالث لهما، وهي عندما تكون كذلك، فهي تعلن أروع أنواع المنافسات وأكثرها متعة وإثارة، لما للفريقين من مكانة، ولما بينهما، وما بينهما ليس بمستغرب، فهذه أحوال القطبين الكبيرين في كل مكان بالدنيا، انظر إلى ريال مدريد وبرشلونة عالمياً، وانظر إلى الأهلي والزمالك عربياً، على سبيل المثال ليس أكثر!

هذا اعتراف من الزمن الجديد، بعد صراع طويل في كرة القدم، منذ البدايات الأولى في مطلع السبعينيات، وبعد الحديث المتكرر، ووصف مباراة بالديربي، وأخرى بالكلاسيكو، نعم، يقول الزمن كلمته، وعلى ما يبدو أنه كلام أخير، فقد استقرت كلمة أن الأهلي والعين هما القطبان الإماراتيان، ومن عنده كلام آخر فليعلم بأننا على استعداد لاحترامه، وعلى استعداد أن نغير من رأينا بكل شجاعة، والمهم، هاتوا برهانكم!

كلمات أخيرة

ليس بمستغرب أن تنشق الأرض عن عموري ليكون صاحب هدف الفوز، وصدق أبو فراس الحمداني إذ قال:

سيذكرني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُم

وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ

هذا قدره، وهذه هي نوعية الأهداف، التي تفرق لاعباً عن لاعب، وصفقة عن صفقة، وراتباً عن راتب!

متعة كرة القدم هكذا، أحياناً تشعرك بأن الأقدار تتدخل، فبعد هذا الفوز اللافت للعين، وبعد هذا الفوز الأهلاوي، الذي لم يلتفت «لأحاديث المترو ورهبات جماهير المترو»، بعد كل هذا، تأتي مباشرة مواجهة اللقب، أروع وأغلى مباراة هذا الموسم، بين القطبين الكبيرين، اربطوا من الآن الأحزمة!

أحياناً أشعر أن بعض كلمات النقد الفضائي فيها الكثير من الإسفاف «إيش دخل الإدارة في هزيمة عارضة لفريق ما»!

«لا مؤاخذة لا بيلعبوا معاهم، ولا بيلعبوا معاكم»!

أسئلة وإجابات دخيلة لا تنفع حتى في مقرر الـ«كي جي»!

Email