44 تحية وسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن ندخل في المعمعة الرياضية، أسوق لدولة الإمارات الفتية في يومها الوطني الـ44 تحية وسلام.

تحية، لأنه لم يفتر عزمها يوماً، فهي ماضية في طريق التحدي منذ نشأتها الأولى في العام 1971 وحتى الآن.

وسلام، لأنها آمنت به، فعاش على أرضها السمحة مئات الجنسيات من كل صوب وحدب في تآخ ومحبة وسلام، لم يشعر أحد بآلام الغربة وأوجاعها، وإذا حدث يوماً ما يعكر الصفو، فلن يعدو كونه تصرفاً فردياً، لا يبالى به ولا يقاس عليه.

الجميل حقاً، وأنا لا أمل من ذكر هذه الحقيقة، أن الشأن الرياضي كان له ضلع كبير في قيام دولة الاتحاد وإشهارها، وكان منتخب الإمارات يلعب دور البطولة، لذا لم يكن بمستغرب أن يكون لهذا المنتخب شأن كبير في نفوس أبناء الإمارات، لدرجة أنهم اعتبروه رمزاً من رموزها.

في ديسمبر من العام 1971، قامت دولة الاتحاد المباركة، وشاءت الأقدار أن تقام دورة الخليج الثانية في السعودية في مارس من العام 1972، أي بعد قيام الدولة بشهرين فقط، وأرادت الإمارات أن تشارك حتى تثبت للعالم أجمع حقيقتها الجديدة، لكنها اصطدمت بالتوقيت المبكر لدورة الخليج، فليس هناك مسابقات محلية «ولا دوري» حتى يتم تشكيل المنتخب منه، لكن العزم لم يفتر.

وتم تشكيل منتخب على الفور من بعض الأسماء اللامعة حينذاك، والتي كانت تمارس الرياضة في إماراتها المتفرقة قبل أن يضمها الاتحاد الجديد تحت راية واحدة وعلم واحد واسم واحد، وهكذا يسبق منتخب الإمارات في نشأته دوري الإمارات، وهو حدث فريد ربما لا يكون له مثال في العالم كله، ويذهب المنتخب الوليد إلى السعودية لكي يمثل الدولة الجديدة.

وتشاء الأقدار أن يحصل على الميدالية البرونزية في أول مشاركة خارجية له، وكان ذلك كافياً لكي يرفرف علم الإمارات لأول مرة خارج الحدود، ليعلن رسمياً عن ميلاد الدولة، وكان للرياضة السبق والشرف في ذلك، ولعلك تدرك الآن لماذا منتخب الإمارات باق في القلوب، ولماذا تحظى الرياضة بكل هذا الاهتمام والحب.

استوقفني يوم الشهيد، كما استوقف غيري، ولعل ملامح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قبل كلماته التي أعلنها أول من أمس، بهذه المناسبة، فيها الدليل على مدى تقدير الإمارات لأبنائها الذين دفعوا أرواحهم في سبيل الواجب والوطن، ولن أزيد غير كلمة واحدة أن البلاد تكبر بشهدائها، وأنها تزداد قوة ومنعة وصلابة.

كلمات أخيرة

في هذا الصدد أقول إن البلاد في حاجة إلى 7 ساحات للشهداء، في كل إمارات الدولة، ساحات كبيرة، يتوسطها نصب الشهيد، وفي كل ساحة يتم حفر أسماء الشهداء مع صورهم، ليكونوا دائماً وأبداً مصدر إلهام، ومصدر فخر وعز لدولة الإمارات ولأبنائها على مر العصور.

ساحة الشهداء، ليست فكرة جديدة، فهي موجودة في معظم الدول المتقدمة التي تؤمن بتخليد الدماء الزكية التي تنير الطريق والدروب أمام الأجيال الجديدة، وتبقى مصدر عزة وفخر على مدار السنين.

أجمل ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته الرصينة، بمناسبة يوم الشهيد، ما معناه: «كنت على ثقة من وفاء أبناء الإمارات لبلدهم، لكنني فوجئت وأنا أقدم لهم العزاء بأنهم أكثر وفاء وانتماء وحباً لبلدهم».

أدام الله الإمارات عزيزة كريمة أبية، و44 تحية وسلام.

Email