الرئيس الذي يرغب في الرحيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس محوراً واحداً الذي شدني في كلمات سامي القمزي، رئيس نادي الشباب، في حواره بالأمس مع الزميلة «الاتحاد»، كل المحاور أعجبتني، وكل الآراء استوقفتني، فكان قرار الكتابة من جانبي فورياً، للتعليق والتوقف عند بعض المعاني المهمة التي أراها على النحو التالي:

أولاً: ابتسمت، ثم ضحكت، من باب شر البلية ما يضحك، فقد تلقى القمزي سؤالاً يقول «هل تحترم أنديتنا ميثاق الشرف فيما بينها»؟ كان الرد على ما أعتقد عفوياً ومباشراً وصريحاً وموجعاً «أساساً لا يوجد شرف بين أنديتنا كي نتحدث عليه»! هل هذه الكلمات تحتاج مني تعليقاً، لا أعتقد، فمجرد ذكرها في هذه المقالة يكفي!

ثانياً: في إطار الإجابة على نفس السؤال، فجر القمزي المفاجأة الكبرى التي عندما يسمعها أحد لا يبالي أو يكترث، وكأن الشأن العام أصبح لا يهم أحد!

بشر الأخ سامي بأن سبعة أندية على الأقل ستكون معرضة للانسحاب يوماً ما من دوري المحترفين بسبب الإفلاس، وستفضل المشاركة في دوري الهواة، لأن حالة من اليأس والإحباط وفقدان الرغبة في الاستمرار ستصيبها ذات يوم، من انحصار المنافسة بين ثلاثة أندية فقط دون سواها!

يفسر المتحدث الأمر بقوله: «الأندية التي تحصل على 300 إلى 500 مليون في السنة، لا تأتي من الحكومة وإنما من الدعم الخاص، لذا أصبح هناك فريقان أحدهما غني والثاني متوسط الحال، علماً أن المصادر الأساسية لدخل الأندية أربعة، هي: التذاكر والتسويق والتغطية التلفزيونية وبيع اللاعبين.

ولا يوجد ناد واحد يحقق موارده من هذه العناصر»!، ورداً على سؤال ذكي قال: «لو كنت على رأس ناد يملك ميزانية كبيرة لما تغيرت قناعتي بأن دورينا لا يستحق هذه المبالغ الطائلة التي تصرف من أجله، فهل يعقل أن تصرف أكثر من 300 مليون درهم من أجل التتويج بلقب لا تتعدى مكافآته 18 مليون درهم»!

ثالثاً: وكان طبيعياً أن يهاجم «أبو خليفة» زمن الاحتراف بعنف، والحال كذلك، عندما قال: «لولا الاحتراف لفاز الشباب بلقبين في آخر خمس سنوات، فالاحتراف أضر بشكل كبير بأندية الوسط، فأصبحت لا تنافس، ومن كان يتوقع يوماً أن تبتعد أندية الشارقة والوصل والشباب على سبيل المثال وليس الحصر! لقد تم الانتقال من الهواية إلى الاحتراف في يوم وليلة، ما تسبب في تصاعد الميزانية من 50 إلى 80 ثم إلى 120، ومن بعدها 300 مليون خلال 5 سنوات فقط»!

رابعاً: وتمضي الكلمات اليائسة من الأوضاع حتى قال: «للأمانة أود الخروج من نادي الشباب وليس الانسحاب، لكن المسؤولية تمنعني، فالظروف لا تشجع أحداً على ترؤس ناد يملك موارد قليلة ومطلوب منه المنافسة على الألقاب!».

خامساً: وفي الشأن الخاص بناديه، قال: «لاعبو الشباب لا يغادرون ناديهم لأنه سيئ، وإنما لأنهم يتلقون 3 أو 4 أضعاف عقودهم!»، وقال عن عزوف جماهير ناديه: «هل المطلوب مني أن أترك العمل وأتفرغ لإقناعهم بالعودة إلى المدرجات»!

سادساً: هل تفكر في الترشح لرئاسة اتحاد الكرة؟ «وهل هذا الأمر بيدي أصلاً»!

آخر الكلام

لا يهمني الآن إذا سألتني عن مدى اتفاقي أو اختلافي مع هذه الآراء، لكن ما يهمني أكثر أن أقول إنني استمتعت بها!

Email