تهنئة حكم راسب!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا في السابق نتباهى بحكامنا في كرة القدم، عندما يصنفون الأوائل في الاختبارات المؤهلة للمشاركة في إدارة البطولات القارية أو حتى العالمية، فمَن منا ينسى قدرات علي محمد بوجسيم، الذي كان نموذجاً في تأهيل نفسه، عندما كان يصحو فجراً في كل يوم ويجري، ثم يعاود الجري مرة أخرى في المساء!

أقول ذلك بعد أن عرفنا هذه الأخبار المزعجة القادمة من ماليزيا، بشأن اثنين من حكامنا لم يستطيعا تجاوز اختبارات اللياقة البدنية، وبالتالي لم يتمكنا من دخول نادي حكام النخبة الآسيوية، وعادا بـ»خفي حنين«!

الحكمان هما سلطان المرزوقي، الذي لم يستطع إكمال الـ12 دورة المقررة، وخرج بإصابة في الركبة من الدورة الثامنة، والثاني هو يعقوب الحمادي، الذي اكتفى بالدورة السابعة، ولم يستطع أن يكمل!

وقبل أن أذهب إلى ما أريده أقول: إن الحمادي دخل في اختبار آخر »اليويو«، وهو أقل صعوبة من الاختبار الأول وتجاوزه، وهذا كما فهمت لا يعطيه لقب النخبة، بل يعطيه الحق في محاولة ثانية العام المقبل. فقط يتم استثناؤه من شرط مراقبة أدائه في مباراتين، ويذهب مباشرة للاختبار.

نفهم من ذلك أنه لم يلتحق أحد منهما لحكام النخبة، وهناك فرصة ثانية في العام المقبل للحمادي، وقد تلقى اتحاد الكرة رسالة من الاتحاد الآسيوي تفيد بأن الحمادي سيدخل اختباراً العام المقبل معفياً من شرط مراقبة المباراتين، وعلى الرغم من هذا الوضوح فإن لجنة الحكام احتفلت بنجاح الحمادي من خلال رسالة تهنئة أرسلها إليه أحد المسؤولين باللجنة، ويعيش اتحاد الكرة نفسه في وهم أن هناك حكماً نجح، وحكماً آخر رسب فمن أين لك هذا؟!

وعموماً ما أريد قوله اليوم ليس التحقيق في وهم »واحد نجح، وآخر رسب«، ولكنه تساؤل مهم: »كيف حدث هذا واتحاد الكرة متعاقد مع مدرب الحكام الأرجنتيني الشهير إلخو؟! وهو نفسه مدرب الحكام الذي كان يستعين به الاتحاد الدولي لتدريب الحكام!«.

والسؤال مرة أخرى كيف يحدث هذا؟!

غني عن البيان أنه في مثل هذه الأحوال يكون هناك سببان لا ثالث لهما: الأول أن يكون المتسبب هو المدرب رغم أنه كما يقولون مدرب حكام فيفا! أما الثاني فيكون السبب هو الإهمال من الحكمين!

كلام أخير

في كل الأحوال هناك إهمال أو خطأ، سمِّه ما شئت، فهو الذي تسبب في ما حدث!

مازلت أبحث في معنى إرسال برقية تهنئة لحكم راسب في الاختبار الصعب، لست أدري كيف يحدث ذلك، حتى لو كان قد نجح في الاختبار السهل بعد ذلك! من يخدع من، ومن يضحك على من؟!

سألوا شمسول المدير الفني للحكام هل نجح يعقوب؟ فقال: سيدخل الاختبار مرة أخرى في العام المقبل، فهل هو الآخر فهم خطأ!

بالمناسبة السنغافوري شمسول استقال من منصبه، وذاهب إلى الاتحاد الآسيوي مديراً لإدارة الحكام، وعلى الرغم من أنه استخدم خدعة لكي يستقيل فإننا باختصار خسرناه!

الخطأ ليس عيباً، لكن برقية التهنئة لحكم راسب هي العيب، لأن فيها شيئاً من الخداع!

Email