شراء الإجازات!

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتحت أمس على استحياء ملف منتخب كرة اليد، بعد أن وصلتني أنباء عن معاناة هؤلاء الناس، الذين وصلوا إلى كأس العالم يوماً، وأمامهم فرصة ثانية لتكرار هذا الإنجاز في فبراير المقبل عندما نستضيف نهائيات آسيا وهي مؤهلة للبطولة العالمية مباشرة، واليوم أكمل لأنني علمت أن المنتخب سافر إلى معسكر الثمانية أيام لقطر بشق الأنفس منذ يومين، استعداداً لبطولة التعاون التي تقام بالدمام بعد أيام، وكان المنتخب قد غير وجهته من القاهرة إلى الدوحة فجأة، بعد أن أتم كل الإجراءات في القاهرة، لكنه لم يجد لاعبين يسافر بهم فأجل، ثم غير المكان، حتى يجد حلاً لمشكلة إجازات اللاعبين، وهي مشكلة مزمنة رغم صدور قرار من مجلس الوزراء بتسهيل مهمتهم. المشكلة لم يوجد لها حل كالعادة، رغم أنه اختصر المدة إلى النصف، فما كان منه إلا أن عرض على اللاعبين، الذين لم يتمكنوا من الحصول على إجازات عرضاً غريباً، وهو شراء إجازاتهم!

وشراء الإجازة معناه أن يدفع لهم ما يحصلون عليه في أعمالهم، مقابل السفر للمعسكر، ووافق اللاعبون رغم أن الاتحاد حاسبهم على الراتب الأساسي، وبالمناسبة منهم من اعترض، مطالباً أن تكون عملية الشراء على الراتب الكلي، ولم يسافر!

وبالمناسبة ففي قرار مجلس الوزراء عبارة ينتهي بها المرسوم وهي: »بناء على ما تقتضيه مصلحة العمل«، وللأسف هذه العبارة أصبحت مثل قميص عثمان، يتحجج بها أرباب العمل وقتما يشاؤون، ويتجاوزون عنها وقتما يشاؤون!

وقبل أن أتجاوز عن مشكلة الإجازات المزمنة، التي تتطلب نظرة جديدة من الهيئة أقول: إن هناك الكيل بمئة مكيال في هذه الجزئية بالذات، فهناك أندية تفرغ لاعبيها طول العام، والأندية كما نعرف أغنى من الاتحادات وعندها حلول كثيرة وأموال كثيرة لدرجة أن أحد الأندية يدفع 20 ألف شهرياً لكل لاعب متفرغ، إضافة إلى راتبه المستمر بالطبع، وهي مبالغ كبيرة طالما أننا لا نتحدث عن كرة القدم، لأنها كما نعرف صاحبة الصولجان!

المشكلات كلها لا تعاني منها إلا المنتخبات الوطنية المغلوبة دائماً على أمرها، والتي لا يصرف لها إلا نصف مليون في السنة، وكان ذلك سبباً رئيساً في إلغاء منتخبات الناشئين والشباب كما هو حادث في كرة اليد حالياً، لأن الميزانية بالطبع لا تسمح، وإذا كان الاتحاد السابق برئاسة غانم الهاجري حريصاً على المنتخبات السنية، وشارك في بطولتي آسيا للشباب والناشئين، فلأنه نجح في إيجاد موارد إضافية ليس من السهل الإتيان بها في ألعاب غير كرة القدم، وبالطبع الاتحاد الحالي لا يلام عندما ألغى المنتخبات السنية مضطراً لضيق ذات اليد، ولا يلام بالطبع على عدم القدرة في إتيان موارد إضافية، لأن ذلك ليس من صلب عمله!

كلمات أخيرة

عندما وصل منتخب اليد لكأس العالم كان يقوده المدرب الإسباني، لكن هذا المدرب لم يوافق على تجديد عقده لضعف الراتب لأن الهيئة تخصص نحو 22 ألف درهم فقط لرواتب مدربي المنتخب الأول تقريباً، المهم ذهب المدرب إلى نادي الجزيرة، والأهم أنه الآن يقود منتخب قطر المصنف ثاني العالم!

لكل هذه الأسباب وغيرها يعاني منتخب اليد الذي اختاره المنتخب السعودي لكي يلعب الافتتاح معه في بطولة التعاون بالدمام بعد أيام، هل تعرفون لماذا اختاره لأنه اعتبره الأضعف!

منتخب عمان الذي سنلعب معه المباراة الثانية في البطولة الخليجية يشارك حالياً في بطولة العالم العسكرية، أما قطر فاعتبرت نفسها أكبر من البطولات الخليجية، ومنتخبها الأول يستعد من الآن لتصفيات كأس العالم بألمانيا ، وستشارك في بطولة التعاون بمنتخب رديف لكنها تتحدى به، أما نحن فلدينا منتخب واحد يتيم، لا نعرف كيف نعده؟ ونشتري إجازات لاعبيه ربما بالديون!

Email