ضرب النعال والكراهية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قامت الدنيا ولم تقعد ضد ظاهرة التعصب الرياضي التي بدأت تشق طريقها في ملاعب الإمارات التي كانت دائماً وأبداً سمحة وكريمة!

فجأة ودونما سابق إنذار رأينا »النعال« تتطاير وسكتنا، فإذا بها تتطاير مرة أخرى وسكتنا، رغم أن بعض المتابعين النبهاء قالوا في تحريض إيجابي لرجال الإعلام: ماذا تنتظرون، ماذا بعد ضرب النعال؟! »تكرمون بعد ضرب النعال سيأتي ضرب الجزم«!

وجاء ما هو أشد من ذلك؛ جاء التحريض على الفتنة والكراهية، جاء هذا المشجع المستهتر الجاهل الذي راح بمنتهى الحرية غير المسؤولة يوزع مقاطع صوتية عبر مواقع التواصل »الكارثية« ليحرض الجماهير على هذا اللاعب وذاك، تحريضاً غبياً ومذموماً ومكروهاً، وكانت إدارة ناديه؛ إدارة نادي الوحدة حازمة وصارمة، فاتخذت قراراً فورياً بمنع هذا اللاعب من دخول ناديها مدى الحياة!

وأخيراً، انتبه اتحاد كرة القدم وقدم مبادرة متأخرة جداً، عندما دعا إلى مؤتمر صحافي لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة قبل أن يتطاير شرها في كل مكان بملاعبنا وحياتنا الرياضية، ومنذ الأمس وحتى الغد يقوم »البيان الرياضي« بواجبه، وأبرز التحقيق الصحافي الذي يقدمه الزميلان عدنان الغربي وعلي الظاهري، مفاجأة سارة لنا، غير سارة للمتعصبين، وهذه المفاجأة تقول إن قانون بث الكراهية في كل مكان وفي مقدمتها الملاعب الرياضية بالطبع، سار بالفعل منذ شهر تقريباً وأصبح مفعلاً، وتصل العقوبة فيه إلى السجن خمس سنوات كاملة وغرامة تصل إلى المليون درهم، ليس هذا فحسب، فأي خروج عن النص حتى القذف والسب الذي نستهين به سيحول صاحبه إلى القانون الذي يعاقبه بالسجن لمدة عام!

ولكل من يحب أن يفهم، متسائلاً: »نحن في الرياضة، لماذا لا تطبق القوانين الرياضية فحسب أليست كافية؟«، وفي هذا نقول: إن ما يتعلق بالرياضة يطبقه الاتحاد المسؤول، أما الخروج على الآداب بكل أنواعها فتواجهها قوانين الدولة، ولا يكفي مطلقاً القانون الرياضي، لأن التصرفات باختصار غير رياضية!

كلمات أخيرة

القانون يبقى مجرد حبر على ورق إذا لم يتم تفعيله، والردع الحقيقي لا يأتي إلا بتطبيق القانون على الكبير وعلى الصغير، ولن تختفي هذه الظواهر المخيفة والغريبة إلا إذا وقع أحدهم في المصيدة، وتأكد كل من تسول له نفسه أننا جادون بالفعل وليس بالكلام!

رغم أنني ذكرت أن اتحاد الكرة تأخر جداً في مواجهة هذه الظاهرة التي بدأت من جماهير نادٍ كبير منذ أكثر من شهر، إلا أنه يشكر على كل حال، واعترف بالتأكيد بأنه ليس المسؤول عن الظاهرة فهي مشكلة مجتمعية، لكنه بالتأكيد أحد المسؤولين الأوائل عن المواجهة ومعه الإعلام في نفس الخندق!

بعيد عن تلك القضية استوقفني اتهام، توقفت عنده كثيراً، والاتهام جاء من مدرب وطني، والمتهم هو اتحاد الكرة، والضحية هو المنتخب الأولمبي الذي سقط أمام منتخب سوريا، نعم سوريا التي تعاني الأمرّين، وتلعب كرة القدم من باب ذر الرماد في العيون!

لنا عودة إذا شاء الله.

Email