بلاتر لا ينتحر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لايزال بلاتر يعيش ويتنفس، نعم لم ينتحر، ولن ينتحر لا بدنياً ولا معنوياً، وأيضاً لن ينسحب من انتخابات رئاسة الفيفا، بل سيدخل الانتخابات بدم بارد جداً، ولا تفاجأ إذا فاز من المرحلة الأولى بأغلبية الأصوات، ولتذهب كل القيم الجميلة إلى الجحيم، فنحن في زمن الفساد!

هل تعرف لماذا هذه الكلمات السابقة؟ هل تعرف ماذا حدث لإمبراطورية الفيفا يوم أمس، هل تعرف ماذا حدث عشية الانتخابات الرئاسية التي تجري في زيورخ السويسرية بعد بضع ساعات لا أكثر؟!

باختصار، ولأن الموضوع يطول شرحه، تم اقتحام مقر الفيفا من الشرطة السويسرية للحصول على وثائق رسمية، تم القبض على 6 من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم بتهمة الفساد وتلقي الرشى وغسل الأموال، تم القبض عليهم ليلاً من خلال البوليس السري المتنكر الذي اقتحم الفندق الفاخر، وخرج بهم وأيديهم مربوطة بالسلاسل الحديدية!

وفي نفس التوقيت قامت الشرطة الأميركية باقتحام اتحاد الكونكاكاف الذي يمثل أميركا الشمالية والوسطى، نعم كل ذلك تم عشية الانتخابات وبأمر من وزارة العدل الأميركية التي ثبت لها التورط، وتعاونت معها السلطات السويسرية في القبض على المتهمين الستة الذين وصفوا بأنهم من كبار المسؤولين، كنواب للرئيس وأعضاء تنفيذية فيفا!

وكان القضاء الأميركي قد اتهم 14 شخصاً بالفساد من بينهم 9 منتخبين و5 مسؤولين كبار، وقال إنهم يمثلون جيلين على الأقل، والتهم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمونديالي روسيا 2018، وقطر 2022!

والطريف أن المسيو بلاتر ليس من المتهمين الستة !

وعلى الفور عقد الاتحاد الدولي مؤتمراً صحافياً، أكد فيه أنه مع العدالة وأنه يؤيد كل الاقتحامات التي تمت للفيفا، وأنه سعيد بالقبض على 6 من مسؤوليه الكبار، وأن الانتخابات الرئاسية ستتم في موعدها يوم غد، وأن بلاتر مستمر في ترشحه، وكان المتحدث الرسمي للفيفا حريصاً أيضاً على التأكيد بأنه لا مساس بمونديالي روسيا وقطر في 2018 و2022!

وبالطبع أثار توقيت هذا الاقتحام وهذه الفضائح، وهذه الزلازل التي ضربت الفيفا تساؤلات العالم كله، لماذا الآن تحديداً، ولماذا عشية الانتخابات، وهل تؤثر فيها؟! وهل معنى ذلك أن يسقط بلاتر ويفوز الأمير على بن الحسين منافسه الوحيد بعد انسحاب فيجو وفان براغ؟!

والإجابة أن هذا لو حدث في أي مكان بالدنيا لهدمه وهدم من فيه، بل كان من الممكن أن يكون أول رد فعل هو انسحاب الرئيس الحالي من الانتخابات، هذا هو الأمر الطبيعي، لكن مع بلاتر يبدو الأمر مختلفاً، فلا توقيت ولا اقتحامات ولا زالزل تؤثر فيه!

الرجل، غريب الأطوار ذو الثمانين عاماً، والذي يترشح لولاية خامسة على التوالي، مصمم على أن يبقى رئيساً مدى الحياة، هل تعرف لماذا، لكي يحمي نفسه من أشياء لا يعلمها أحد إلا هو، وإلا بماذا تفسر أن كل جمهورية الفيفا متهمة، إلا شخصاً واحداً شريفاً.. هو بالطبع بلاتر!

 

كلمات أخيرة

ⅦⅦ لا تندهش، إذا أسفرت الانتخابات عن نجاح بلاتر وهزيمة الأمير علي من الجولة الأولى التي تتطلب حصول بلاتر على ثلثي الأصوات، وحتى إن لم يحدث من الجولة الأولى، فسوف يحدث من الجولة الثانية!

ⅦⅦ الفيفا وحدها التي تضربها الزلازل ولا تقع، والتي يتهمونها بالفساد ولا تبالي، يقبضون على مسؤوليها ويترشح رئيسها وينجح!

** الفيفا وحدها أيضاً التي بها 14 فاسداً دون أن يؤثر ذلك في الرئيس، وكأنه ليس رئيسهم!

ⅦⅦ يسقط الفساد في كل مكان بالدنيا ويعيش في الفيفا وحدها!

ⅦⅦ صوتوا لبلاتر، ولا تصوتوا عليه!

Email