الأهلي يشكر الأهلي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم، تأهل الأهلي إلى دور الـ16 من دوري أبطال آسيا بصعوبة بالغة، وكأنه يقفز من عنق زجاجة إلى فضاء رحب ويستعيد أنفاسه وكبرياءه!

هو أصعب أنواع الصعود، وبرغم ذلك هو لا يدينه، بل ربما تتسع بعد ضيق، وتنفرج بعد كربة!

يحدثنا التاريخ عن فرق كبيرة لاقت كل أنواع العذاب في الأدوار التمهيدية ثم فازت باللقب، حدث ذلك مع إيطاليا في كأس العالم، ومع البرتغال في كأس أوروبا، والنماذج من هذا النوع كثيرة، حتى على المستوى المحلي، فازت الإمارات بكأس الخليج لأول مرة في تاريخها على حساب منتخب عمان في النهاية، وهو نفسه الذي فاز علينا في البداية، وكاد أن يفقدنا الثقة بكل شيء!

ليس مهما الآن كيف صعد الأهلي، وليس مهماً الآن توصيف ما حدث بأنه إنجاز أو غير إنجاز، المهم الحقيقة، والحقيقة تقول إنه أصبح في الدور ثمن النهائي للبطولة الكبيرة، وإنه الآن أصبح من جديد صاحب قراره، بعد أن فقد هذه الميزة الكبرى، وعاش مأساة الترقب، عندما كان مصيره معلقاً بأقدام الآخرين!

الآن جاءت الفرصة من جديد للأهلي، ليس من أجل إنقاذ موسمه فقط، بل يمكنه أن يجعله موسماً غير مسبوق في تاريخه كله، على الورق أمام الأهلي بطولة دوري أبطال آسيا، وهي تساوي عشرة ألقاب محلية من وجهة نظري، وأمام الأهلي أيضاً بطولة محلية كبيرة وغالية، وهي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهذا يعني أنه من الممكن أن يحرز ثلاثية أخرى، لكنها إذا حدثت، وهذا إن كان صعباً، فهو ليس مستحيلاً، أقول لو حدثت، فسوف تكون ثلاثية لا تشبهها ثلاثية أخرى، ولا حتى رباعية ولا خماسية!

وما يهمني بعد هذا السرد المهم أن أقوله أمران:

الأول يتجه مباشرة إلى فريق أهلي دبي الذي عانى الأمرّين أمام فريق تراكتور الإيراني القوي، وعاش أوقاتاً صعبة للغاية، لا سيما والنتيجة التعادل بهدفين، وكان لابد من إحراز الفوز لكي يعيش الأهلي ولا يموت! نعم كانت ستكون حديث القاصي والداني إذا لم يستطع الأهلي أن يخدم نفسه بعد أن خدمه الآخرون! تحمّل اللاعبون بشجاعة هذا الموقف النفسي القاسي، ولعبوا بصبر وشجاعة حتى الرمق الأخير، وكانت المكافأة الكبرى هدف الفوز الثالث الذي جاء في وقت يثبت القوة التي ما زالت كامنة في نفوس اللاعبين، وهي نفسها التي نبني عليها من أجل استفاقة بلا حدود في الأدوار النهائية للبطولة الآسيوية.

أما الأمر الثاني فأتوجه به شاكراً إلى فريق أهلي جدة الذي وعد وأوفى، لعب الفريق السعودي الكبير برجولة وشفافية، وتمكن في نهاية الأمر من عرقلة الفريق الأوزبكي على أرضه وبين جماهيره بالتعادل، وهو التعادل الذي حرم الفريق الأوزبكي من التأهل، بينما ساعد أهلي دبي على الصعود بدلاً منه، والكبير كبير.

كلمات أخيرة

Ⅶ نعم موقف أهلي جدة المحترم ساعد الأهلي على الصعود، لكن ما كان ذلك يحدث لولا أن الأهلي خدم نفسه أولاً بالفوز الصعب على الفريق الإيراني الذي لعب بعناد!

Ⅶ الأقدار التي أنقذت الأهلي في الوقت القاتل لا تريد له أن ينتكس، يبقى أن يؤمن الأهلي بأنه ما زال قوياً حتى لو كان المعترك قارياً!

Ⅶ الألقاب الكبيرة تخلّد صاحبها إذا ولدت من رحم الألم!

Ⅶ أما بعد، فالأهلي يشكر الأهلي.

Email