الشباب والخواتيم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تقديري أن الفوز الذي حققه الشباب على الجزيرة في الجولة قبل الأخيرة من بطولة دوري المحترفين هو الأغلى في تلك الجولة، إن لم يكن الأغلى في مسيرته هذا الموسم، فمثل هذه الانتصارات التي تحدث في الخواتيم لا يقدر عليها إلا نوعية معينة من الفرق، ليس شرطا أن تكون قوية، قدر ما تكون عالية الهمة، تملك قدرا هائلا من الروح العالية، والانتماء والحب لشعارها وجماهيرها، ووفاء لهدفها الذي رفعته طوال موسم بأكمله، فعندما هدأ الآخرون والمنافسون، انتبه هو وتسلل بهدوء وبلا جلبة لكي ينقض على هدفه وطموحاته!

أجمل الانتصارات هي تلك التي لا تكون متوقعة، هي تلك التي تعطيك أنت القرار وتسحبه من منافسك، هي تلك التي تأتي في أوقات لا يصلح معها التعويض، هي تلك التي تضرب بها عدة عصافير بطلقة واحدة، ويالها من طلقة، ويالها من عصافير!

الطلقة، هي القدرة على الفوز على الجزيرة بالنتيجة التي أرادها، والنتيجة التي جعلته ينتزع المركز الثاني في الوقت القاتل من المباراة والوقت القاتل من المسابقة!

أما العصافير فهي كثيرة، وأولها على الإطلاق أن هذا الفوز أعطى للشباب القرار في أن ينهي الموسم في مركز الوصافة لو تمكن من الفوز في مباراته الأخيرة مهما كانت نتيجة الجزيرة!

ومن العصافير أيضا أنه الآن أصبح في أحسن حالاته الفنية والنفسية، وتزامن ذلك مع بطولتين، الأولى الخليجية، وهو مرشح لها مع النصر الإماراتي، بعد أن بلغا معا المربع الذهبي وكتبت لها الأقدار أن يقعا في بعضهما البعض، ليرحل في نهاية الأمر أحدهما، وتأهل الآخر للنهائي! والثانية كأس رئيس الدولة، وهو أيضا أحد المرشحين باعتباره أحد القوى الكبرى في كرة الإمارات، وإذا قلت هل فوز واحد فقط من الممكن أن يفعل كل ذلك مع فريق مهما كان؟ وإجابتي دونما تفكير بنعم، فعندما يستفيق أي فريق في هذا التوقيت، وبهذه الصورة، فعلى الجميع أن يحذره!!

وعلى الجانب الآخر يأخذني العجب من فريق أحبه وأحب كرته ودائماً أراهن عليه وهو الجزيرة، فهو عكس الشباب كان في أوقات كثير ملء الآذان والأسماع إلا في الخواتيم!!

ولما كانت العبرة بالخواتيم، فقد أصبح الجزيرة خارج دائرة الضوء بهذه الخواتيم المزعجة، وإذا كان مدربه يعول على كأس رئيس الدولة لكي ينقذ موسمه، فأقول له المشهد الحالي لا يطمئن، والكلام سهل والبرهان صعب، ونحن في انتظار البرهان!

 

كلمات أخيرة

كلمة مبروك لا تكفي لهذه الفرحة الهستيرية للشعباوية، فالعودة للمحترفين كانت مليودرامية، فقد كانت الدقيقة الأخيرة المجنونة، هي صاحبة الكلمة في الصعود والتأهل، تماما مثلما كانت نفس الدقيقة صاحبة الوصافة الغالية للشباب!

ومبروك بنفس القدر نقولها للفريق المكافح دبا الفجيرة الذي عاد للأضواء بطلا، ليضرب مثلا في أن الحب والولاء ربما يفوقان بكثير العوامل المادية رغم أهميتها!

فريق دبي لا زال غارقاً في ظلمات الهواة، بالمناسبة المنافسة في اللحظات الأخيرة لا تحسمها فنون كرة القدم بل الأقدار، وعموماً عدم الصعود ليس نهاية العالم، والمهم أن نتعلم.

Email