البركان الذي خمد !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الهبوط إلى دوري الهواة وتوديع دوري المحترفين ليس نهاية العالم، هذا كلام أتفق معه من ناحية المبدأ، فالحياة هكذا، كر وفر، فرح وحزن، فوز وخسارة، هبوط وصعود!!

المدرب البرازيلي الكبير كارلوس ألبرتو بيريرا، وهو أحد المدربين الذين أحترمهم عملا وخلقا وشخصية، كانت له فلسفة في هذه المواقف، فقد كان عندما يستبد بنا الإحباط من هزيمة مباراة أو فقدان بطولة، كان يقول « المهم أننا لا نتوقف، وأننا قادرون ونمتلك العزيمة لكي نحاول من جديد، الاستمرار في العمل الجاد هو خير وسيلة لكي تخرج نفسك من دائرة الإحباط، استمر وسوف تجني ذات يوم ما تتطلع إليه».

والاستمرار الذي يقصده هذا المدرب الحكيم هو أن تتدارس الأخطاء وتصارح نفسك بها، وتدرس بصدق موقفك في مقابل موقف الآخرين لأنك لا تعمل بمعزل عنهم، وفي مرة سألني مشجع بسيط عن أسباب فوز هذا الفريق بالبطولة وعدم تمكن فريق آخر رغم أن الاثنين من الأقوياء، قلت له ببساطة لأن الذي فاز بالبطولة اشتغل عليها أكثر من غيره، كلنا يعمل لكن في النهاية هناك من يعمل أكثر من غيره، وعندما يفوز يكون ذلك حقه.

وبالمناسبة المقصود بالعمل هو العمل الجيد في كافة النواحي، بداية من استغلال المعسكر وفترة الإعداد أفضل استعداد، والتدقيق في كافة عناصر الملعب من لاعبين مواطنين ومحترفين، هذا بالطبع إلى توافر عنصر الاستقرار، بمدرب غير مشكوك في قدراته وكفاءته، وكل ذلك وغيره يحسب لإدارة واعية قادرة على الحسابات المضبوطة.

نعود لعجمان، وكل ما تقدم، لا ينعكس فقط على الفريق البطل، بل هي حال تخص الفرق التي إذا بقيت، فهذا يعادل بطولة عند أهل البطولات، لكن الحديث عن الفرق أمثال عجمان يجرنا إلى عنصر مهم للغاية هو العنصر المادي، وكما يقولون وهو قول حق، فالمادة هي وقود زمن الاحتراف، وما عليك إلا أن تنظر حولك، فأصحاب الوفرة هم غالباً أصحاب البطولات، وأصحاب الموارد المحدودة هم غالبا الذين يحتلون مراكز القاع ومن بينهم بالطبع يكون الهابطون.

لا أقول ذلك كتلميح من أجل خلق الأعذار لهبوط عجمان، أعلم أنه إذا كان هناك هبوط فلابد له من أسباب، لأن الهبوط لا ينزل على الفرق من السماء!

الموارد المادية سبب مهم، بل هي سبب جوهري يقف حجر عثرة أمام أهداف أي فريق، لكن هناك أيضاً أسباب أخرى مهمة أيضا أرجو أن يتنبه إليها أصحاب الأمر في نادي عجمان.

كلمات أخيرة

Ⅶ أقول ذلك حتى لا يخمد البركان إلى أجل غير مسمى، فالعودة على هذا النحو، ليست سهلة وليست مأمونة!

Ⅶ في وقت من الأوقات حقق هذا الفريق البطولات، وفي وقت آخر كان يبحث عن مراكز متقدمة ولم يكن أبداً مهموماً بفكرة الهبوط!

Ⅶ بالمناسبة ما بين البطولات، وما بين طموح المراكز المتقدمة، وبين هذا الهبوط الذي حدث، لم يكن هناك فاصل زمني كبير، فماهي أسباب هذا التدهور المفاجئ !

Ⅶ نعم الهبوط ليس نهاية العالم، لكن العودة السريعة ومعرفة مواطن الخلل بصدق، والتعلم من أجل عدم تجرع المرارة مرة أخرى، يجب أن يكون هو التحدي الحقيقي بعد أن قضي الأمر!

Email